المُخابراتُ .. و..نتائجُ المبارياتِ
بقلم : أ.د.ضياء واجد المهندس
خلال مونديال فرنسا عام 1938 جرَت المباراةُ النهائيةُ بين إيطاليا و المجر (هنغاريا) على ملعب أولمبيك دي كولومبوس في باريس، و انتهت المباراة لصالحِ إيطاليا بأربعةِ أهداف لهدفين، فأصبحت إيطاليا بذلك أول فريق يحافظُ على لقبه في نهائيَّات كأس العالم. و قد أبدى البعض شكوكًا بأنَّ حارسَ مرمى المجر قد يكون سمَحَ لإيطاليا برِبحِ المباراة، و ذلك لإنقاذ أرواح لاعبي الفريق الإيطالي بعد تلقِّيهم برقيةً من الزعيم الفاشي ( موسوليني) جاء فيها ( النصر أو الموت ).
و قد صرَّحَ حارسُ المرمى المجري ( انتل زيرب) لاحقًا عن ما حدث بقوله: (ربَّما أدخلتُ أربعةَ أهدافٍ في مرماي، لكنِّي على الأقلِّ أنقذتُ أرواحَ 11 شخصً الفريق الإيطالي).
*تذكَّرتُ أحداثَ هذهِ المباراةِ النهائيةِ و أنا أبحثُ في كواليس مباراةِ المغرب و فرنسا.. و تُشيرُ المعلوماتُ إلى أنَّ مخابرات الإليزية ابتزَّت قطرَ لحِرمانِ المغربِ من الوصول إلى نهائي كأس العالم..
لقد كانَ فوزُ المنتخبِ الفرنسيِّ في مقابلةِ نصف نهائي كأس العالم قطر 2022 على نظيره المغربي مُخطَّطًا خبيثًا
مدروسًا بعنايةٍ فائقةٍ حيثُ اصطدمت الحساباتُ السياسيةُ للدولةِ الفرنسيةِ العميقةِ مع طموحاتِ المغربِ الكرويةِ..
قامت فرنسا بأبشعِ عمليةِ ابتزازٍ كُرَويٍّ في العالَمِ من خلالِ التَّهديدِ بالنَّبشِ في تفاصيلِ وخلفيَّاتِ احتضانِ قطر للمونديال إذا ما فازَ المغربُ على فرنسا في مباراةِ نصفِ نهائيِّ كأسِ العالمِ..
تمَّ الإعدادُ للمخطَّطِ بعنايةٍ فائقةٍ طيلةَ الفترةِ الأخيرةِ ليتِمَّ تطبيقهُ في ليلةٍ واحدةٍ قبلَ انطلاقِ مباراةِ المغربِ و فرنسا، ففي يومِ الثلاثاء 13 كانون الأول 2022 تمَّت إقالةُ نائبةِ رئيسةِ البرلمانِ الأوروبيِّ (إيفا كايلي) بتُهمةِ تلقِّي رِشوَةٍ من قطر للتأثير على قرارات البرلمان الأوروبي .. طَلَبُ الإقالةِ تقدَّمت به النائبةُ الفرنسيةُ مانون أوبري (حزب فرنسا الأبيَّة)، الرئيسةُ المشاركةُ لتكتُّلِ اليسار الراديكالي..
فجَّرت عمليةُ الإقالةِ فضيحةً مُدوِّيةً داخلَ البرلمانِ الأوروبيِّ ستكونُ لها تبعاتٌ خطيرةٌ على قطر إذا ما تمَّ المضي في التحقيقات، و بذلك تكون البرلمانية الفرنسية قد أهدَت ورقةً استراتيجيَّةً مُهِمَّةً لقصرِ الإليزية للضغط على قطر و ابتزازِها.
يوم14 كانون الأول 2022 رئيس وزراء فرنسا (إيمانويل ماكرون) يحضُرُ شخصيًّا مباراةَ نصفِ نهائي مونديالِ قطر 2022 بين المغربِ و فرنسا، و هو متأكِّدٌ أنَّ منتخبَ بلادهِ سيتأهَّلُ بعدَ نجاحِ عمليةِ الابتزازِ المَقيتةِ لدولةِ قطر..
أثناء المباراة، ظهرَ منذُ البدايةِ تَحيُّزٌ تحكيميٌّ واضحٌ من الحَكَمِ المكسيكيِّ لصالحِ المنتخبِ الفرنسيِّ إذ قامَ بحِرمانِ المنتخبِ المغربيِّ من ضربتَي جزاءٍ واضحتَينِ علاوةً على حِرمانِ أسودِ الأطلسِ من ضرباتِ أخطاءٍ واضحةٍ، لأنَّ الهدفَ كانَ مدروسًا منذُ البدايةِ ألا و هوَ فوزُ فرنسا بأيِّ شكلٍ.
تغيُّبُ أميرِ قطر الشيخ “تميم” بشكلٍ مُريبٍ عن مباراة المغرب-فرنسا و هوَ الذي لم يُفَوِّت أيَّ مقابلةٍ للمنتخبِ الوطني المغربي خلالَ الأدوارِ السابقةِ، و هنا تُطرَحُ علاماتِ استفهامٍ كُبرى:
قد يكونُ المغربُ خسِرَ مباراةِ نصفِ نهائيِّ المونديالِ.. لكنَّهُ خاضَها بشَرَفٍ و قاتَلَ بضَراوةٍ و كَسَبَ تعاطُفَ ملايينَ البشرِ من مختلفِ الأجناسِ و الأديانِ..
خَسِرَ بسببِ ظُلمٍ تحكيميٍّ واضحٍ و مكشوفٍ يقِفُ مِن ورائِهِ مُستعمِرٌ (مُستَخرِبٌ) قديمٌ حاقدٌ مهووسٌ بالكيدِ للمغربِ، جَنَّدَ أجهزَتَهُ الاستخباراتيةِ للتَّدَخُّلِ في حَدَثٍ كُرَوِيًّ عالَميٍّ..
واهمٌ مَن يظُنُّ أنَّ الملفَّ سيقِفُ عندَ هذا الحدِّ، فلقد قالَ رئيسُ الفيفا السابقُ (جوزيف بلاتر ): لن نسمحَ للعربِ و المسلمينَ و الأفارقةِ للحصولِ على كأسِ العالَمِ..
الأيامُ بينَنا ستكشِفُ العديدَ منَ التفاصيلِ وا لحقائقِ الصادمةِ لِتُعرِّي قُبحَ الوَجهِ الحقيقيِّ لأوروبَّا بشكَلٍ عامٍّ و فرنسا الخبيثةِ بشكَلٍ خاصٍّ.
البروفيسور د ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي
