التاريخ السومري في بلاد الرافدين قبل خمسة آلاف سنة دوّن أعظم ملحمة إنسانية خالدة تحمل معاني الخصوصية البشرية في أسمى مراحلها وقلقها وارتباكها وتناقضها الفسيولوجي والروحي . إنها ملحمة كلكامش الميزوبوتامية التي عالجت الربوبية والقيم والخلود ومواضيع الديمقراطية بتلك البقعة من الكون . خلاصتها الملك بعد العزاء الذي أقامه أمام حقيقة الفناء والموت عندما يرى صديقه متعفن البدن ينخر الدود جسمه . يبدأ كلكامش رحلة البحث عن الخلود والبقاء ويصف له جده عشبة للحياة الأبدية ، وبعد رحلة بحث مضنية يجدها في قاع البحر، وعندما يغفو على الشاطئ تسرقها الحية بأمر من الآلهة التي لا تسمح بالبقاء سوى لذاتها . ويعود كلكامش فاضي الوفاض متحسرا فينصحه حكماء أوروك بأن الطريق الوحيد للخلود هو في العمل والعدل والبناء . وهنا يسلك طريقا آخر ونهجا جديدا في الحياة وفي طريقة تعامله مع المواطنين . لذا للخالدين ومحبي الخلود في الأحلام وعقولكم الصغيرة يمكن تحقق ذلك فقط . أما على أرض الواقع الحقيقي فأثركم خطاكم ومسعاكم بالخير والمحبة والعمل الصالح وخدمة المجتمع وخير مثال جنازة الملكة إليزابيث الثانية . التشييع والجنازة هي الأعلى تكلفة بتاريخ لندن بمشاركة نحو 500 من قادة ومسؤولي العالم، منهم أكثر من 10 من الزعماء ورؤساء الحكومات العرب ونحو ثلاثة ملايين مواطن ، لكن من سيبقى معها ؟ لن يبقى سوى العمل والأثر. اعترضوا يا أولى الألباب ولا تتقاتلوا على الدنيا. تقديري واعتزازي #محمدفخريالمولى