الألقابُ..و..الأسبابُ

الألقابُ..و..الأسبابُ

أ.د.ضياء واجد المهندس.

كان (أبو اسماعيل) مفوَّض ب (مركز شرطة الميدان) في سنة 1950، و كان إبنه الأكبر (إسماعيل) يدوِّر على تعيين و لم يجِد من يعيِّنه (مثل مواليد الشباب والخرِّيجين هذه الأيام)…
المُهمّ أبو إسماعيل في أحد أيام صيف بغداد الحارة كان يشرب شربت من (شربت حجي زبالة) في شارع الرشيد، و انتبه إلى أنًّ ( الباشا نوري سعيد) ترجَّلَ من سيارته لكي يشرب كالعادة شربت ب نفس المحل.. و استغَّل (أبو إسماعيل) الفرصة، و طلب من الباشا أن يعيِّنَ إبنَهُ شرطيًّا، و وافق نوري سعيد و قال جملته الشهيره (تتدلل أبو إسماعيل، صاير كلما أشرب شربت أعيِّن شرطي) و من يومها أي شرطي بالشارع صار الناس تناديه ب (أبو إسماعيل) ..

اليوم هناك عشرات الألقاب و الكُنى التي شاعت للتعريف عن شخصيات و قيادات، فالخمَّاط و النِّهيبي، و النَّگري، و القفَّاص، و النَّهَّاب و الشَّفَّاط، و القنَّاص، و الحوت، و الكوسج، و الذِّيب، و أبو الحواسم، و أبو فرهود، و أبو المصارف و و و و.. و كُلُّها مقترنة بأسماء كبيرة من القيادات السياسية و الأحزاب إلى أصحاب المصارف و المضاربين بالعُملة، و النَّاهبين أموال الشعب من الموازنات و المشاريع و البنك المركزي و الكمارك و الضرائب و النفط…
و أغرب لقب كان (أبو تريلات) و الذي يشترك في تسميتها سارق مشهور لتريلات النفط مع سارق التأمينات الضريبية الذي تجاوزت القيمة المعلَنة منها (3.7) ترليون دينار (ثلاث تريليونات و سبعمائة مليار دينار)، في حين أنَّ آلاف الاساتذة الجامعيين يطلبون الحكومة لأكثر من عقد نصف ماسرقه أبو تريلات و لازالت المالية تماطل في دفعه رغم أنه محدَّد في الموازنة تحت بند التعويضات..
عليه اجتهدنا في تسمية الأستاذ الجامعي ب (المگرود) مادام للألقاب أسباب.

البروفيسور د. ضياء واجد المهندس. مجلس الخبراء العراقي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار