السلطان ..ظل الشيطان.

ا.د.ضياء واجد المهندس

كان العباسيون أشد وأقسى على العلويين من الأمويين بالرغم من انهم ابناء عمومتهم . والسبب لا يتعلق بعقيدة أو خلاف فكري أو ثأر عائلي ، بل هو عرش السلطة و الطمع والجشع والاثرة بخيرات الرعية .. فهل ممكن أن يتوافق العباسيون مع العلويين ، في حين أن في (العائلة العباسية) ام قتلت ابنها ،و اخ قتل أخيه من أجل السلطة حتى قيل فيهم:(الشيطان في ظل السلطان). جاءت ( الخيزران) لبغداد ، وهي جارية يمنية ، لتصبح جارية للخليفة (المنصور) ،الذى لم يكن يتسرى بأى جارية، لأن زوجته شرطت عليه عند زواجها، أنه لو تزوج غيرها أو تسرى بجارية تطلق منه .. فأهدى الخليفة الجارية لابنه (محمد المهدي) .وبالفعل كانت للخيزران مكانة كبيرة لدى سيدها ، وأنجبت له ابنين تولى كل منهما الخلافة وهما (موسى الهادي) و (هارون الرشيد). أصبحت الخيزران مستبدة بالأمور الكبار ،حاكمة، وكانت المواكب تغدو إلى بابها، ويأتيها الأمراء والأعيان .. فلما تولى ابنها الهادي الخلافة منعها من ذلك ،وقال لها : متى وقف ببابك أمير ضربت عنقه، أما لك مغزل يشغلك أو مصحف يذكرك !!! فقامت من عنده ما تعقل من الغضب.. وقيل أنها على إثر ذلك قامت بتدبير مؤامرة انتهت بقتله. وتولى (هارون الرشيد) الخلافة كما ورد في تاريخ الخلفاء للسيوطى. واختلف (عبد الله المأمون ) مع اخيه (محمد الأمين)
وهما أبناء الخليفة العباسيّ (هارون الرشيد).. بدأ صراع الإخوة الأمراء عندما قام (هارون الرشيد) بتولية الأمين ولاية العهد ومن ثم المأمون، وأيضًا كان هناك وليّ عهد آخر وهو شقيق الأمين والمأمون ويعرف بالمؤتمن، لكن الخلاف دبّ بين الأمين والمأمون على حكم الدولة العباسية.
فعندما بدأ الأمين يحكم من بغداد بوصفه خليفة عباسيّ ،كان أخيه المأمون يحاول التفرّد بحكم خُراسان، ومما ساهم في تطوّر هذا الخلاف تعيين (موسى ابن الأمين) وليًّا للعهد، وبعد العديد من المُراسلات بين الأمين والمأمون تقررت الحرب.. والتقى كل من الأمين والمأمون بمنطقة ( الريّ) وهي من مُدن إيران في العصر الحالي، وانتصر في المعركة جيش المأمون الذي قاده (طاهر بن الحسين)، بعد ذلك تم حصار بغداد من قبل جيش المأمون لمدة تزيد عن السنة حتى استطاعوا دخولها والقبض على الخليفة الأمين وقتله.
الخلاصة ، لا تتوقعوا أن يتخلى أصحاب السلطة في بغداد و قيادات الأحزاب و الكتل السياسية بالتخلي عن السلطة حتى بالطرق القانونية و الديمقراطية ، لأن الطمع والجشع والاثرة من طبعهم ، والشيطان في ظلهم … اللهم امنحنا القوة لننشر عدلك ..و نكون من عبادك المتقين و ارحمنا يوم لا ظل الا ظلك.. البروفيسور د. ضياء واجد المهندس. مجلس الخبراء العراقي