يا اهل الطرب .. نفط العراق للعرب.

 ا.د.ضياء واجد المهندس.

في أواسط الثمانينات، آبان الحرب العراقية الإيرانية، ذهب مسؤول الإدارة المالية المصري (احمد بيومي ) والمكنى ب (ابو صدام ) مع مديرة الحسابات في وزارة الصناعة إلى مصرف الرافدين لاستلام رواتب المنتسبين في يوم اربعاء ، تصادف أن يكون قبل المولد النبوي الشريف في يوم الخميس ..أخذ (ابو صدام ) سيارات الأموال إلى بيته بذريعة أنه سيدقق المبالغ المستلمة لتلافي الأخطاء في الفروقات الذي اشتكى منها بعض المنتسبين .لم تستطع مديرة الحسابات من الاعتراض لمخالفته التعليمات ،لكون(ابو صدام) من أصدقاء الرئيس صدام منذ أن انتقل (صدام حسين) إلى القاهرة في أواسط الستينات من القرن الماضي اثر اشتراكه في محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم… في يوم السبت ، كان الجميع ينتظر الرواتب التي كانت بحوزة (احمد بيومي) ، وبالرغم من كل المحاولات للاتصال به إلا أن جميعها باءت بالفشل….بعد أن انكشف هروب احمد بيومي ،تم فتح خزنة الوزارة وجدوا رسالة من (ابو صدام) مفادها ( نفط العرب للعرب ، اخذت حصتي من النفط ، وعليكم أن تأخذوا حصتكم ) ..من يومها لم يتم العثور على (الرفيق البعثي المصري ).. وكانت لوزارة الدفاع العراقية قصة أخرى ، عندما تعاقدت معهم على دبابات روسية مجددة كانت بحوزة الجيش المصري و اشتراها العراق ب 5 أضعاف سعرها ، وعند استلامها لم تسير أمتار تبين أنها سكراب وتم رميها في مقبرة الأسلحة بأوامر من عبد الجبار شنشل .. والأغرب ، أن العراق ، أودع 400مليون دولار لتطوير صواريخ أرض أرض مع المصريين، على أساس أن المصريين لهم تجارب سابقة من خلال تصنيع صاروخ (القاهر ) ، ولكن بعد سنة من زيارات الوفد الفني العراقي ، كتب رئيس الوفد إلى الرئيس العراقي (صدام حسين) تقرير ملخصه : أن المصريين يخدعونا وغير جادين معنا في تطوير برنامج الصواريخ ..وعندما طالبت الحكومة العراقية بمبلغ ال(400 )مليون دولار ،كان الرد المصري : أن الحكومة المصرية صادرتها ، و(سكت صدام حسين لكي لا يضعف موقفه)، وادعت الحكومة المصرية انها خصصتها كتعويضات للعمال المصرين الذين تركو العراق بسبب الحرب مع إيران..ومع هذا ، فإن حكومة مصطفى الكاظمي قد أقرت تقاعد للأشقاء المصريين الذين خرجوا من العراق بعد 2003بمبالغ تجاوزت ال (500) مليون دولار سنويا”، وقامت حكومة الكاظمي بفتح مصرف الرافدين في مصر لدفع تقاعد المصريين شهريا”.. وفي الوقت الذي يذهب قادة دول الخليج أصحاب رؤوس المال إلى الصين على قاعدة ( لا نريد منافسة بل مشاركة ) ، فإن القيادة العراقية الحكيمة طارت إلى مصر لتطوير العراق و إعادة أعماره في ذات الوقت الذي تذهب مصر إلى الصين لتحسين اقتصادها الذي يعاني انتكاسات ، وأن عملتها تهبط بقوة أمام الدولار مما جعلها في وضع ائتماني سالب من قبل صندوق النقد الدولي..و الحقيقة ،ان الغاية من زيارة محمد شياع السوداني إلى مصر هي منح مصر نفط عراقي بسعر بخس مثلما يمنحه للأردن منذ نصف قرن .. قبل حرب الكويت ، وعلى إثر سرقة الكويت لنفط البصرة ،قال سعدون حمادي ل صدام حسين أن الكويت تسعى إلى ( نفط العراق للكويت ) ، نقول للجميع ،كل الأشقاء يسعون إلى جعل ( نفط العراق للعرب )… تقول خاچية في تعليقها على زيارة محمد شياع السوداني إلى مصر مهرولا”: حمودي مو ابننا … ياخذ نفط من عدنا .. يعطيه للگدعان .. و للسيسي الخيبان … زغردي يا گواغد .. الجنيه المصري صاعد .. …. … … … … .. البروفيسور د ضياء واجد المهندس. مجلس الخبراء العراقي