مواجهة الإطار – التيار .. الحاجة الى “كوابح” التسوية !
وسام الجابري
انتهت جلسة مجلس النواب العراقي كما بدأت ، حيث لم تكتمل الصفوف بما يلبي استكمال الاستحقاقات الدستورية ، فلم يضمن تحالف انقاذ وطن ثلثي الاعضاء ليكتمل نصاب الجلسة الذي يتيح انتخاب رئيس الجمهورية ..
الى هنا لم تنتهي المشكلة .. بل هي من مخرجاتها .. فالتيار الصدري الذي ينشد تشكيل حكومة اغلبية وطنية فشل بجمع العدد الذي يؤهله لذلك ، بينما نجح فريق نوري المالكي الساعي لحكومة توافق وطني بجمع الثلث المعطل ..
من الواضح ان محاولات زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي يصاحبه بذلك عدداً من القيادات السياسية “للملمة” البيت الشيعي جاءت بوقت متأخر بيد انه كان مفترضاً عليهم ان يسعوا الى ذلك قبل أكثر من عشرة اعوام ، تحديداً بعد وفاة المرحوم السيد عبد العزيز الحكيم والذي توفى في العام ٢٠٠٩ واتضح للمتابعين ان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر طرح نفسه زعيما وقائدا للمكون الشيعي بدلاً عن الحكيم الذي عاش حياته في عراق ما بعد العام ٢٠٠٣ مرجعاً سياسياً مذوباً لجليد الأزمات التي كانت تمر عند تشكيل الحكومات المتعاقبة تماما مثل مشكلتنا القائمة.
المالكي في ذلك الوقت انفرد بالحكم وانفرد بالقرار بل اصبح في واد بعيد عن وادي المكون الشيعي ، وضوح ذلك ظهر في اناطته مقاليد التصرف لمزاجية “نسابته” ومدير مكتبه ، لذا فالحديث عن التفريط بحقوق المكون الاكبر فيها شكوك وأمر لا يصدقه العقلاء ، اما عن القناعات فلا تزال غائبة .
الثلثين الضامن والمعطل لا يغنيان ولا يسمنان من جوع ، فالعملية السياسية كما بدأت لا يمكن ان تذهب بعيدا عن التوافق السياسي ، فتشكيل الحكومة لا يمضي قدماً “دون كوابح” المراضاة واتفاقات الغرف المظلمة واملاءات الخارج.