لماذا الفزع الغربي من إنقلاب النيجر ؟؟
فارس الطالب
قفز إسم دولة النيجر إلى صدارة نشرات الأخبار في القنوات الفضائية والصحف العالمية عقب الإنقلاب العسكري الذي أطاح برئيسها محمد بازوم المقرب من فرنسا والولايات المتحدة فكان للحدث دويا هائلا رغم أن الإنقلاب ليس متفردا فالقارة شهدت عشرات الإنقلابات، معظمها مر في هدوء لكن إنقلاب النيجر تميز بين كل الإنقلابات بهذا الصخب والتهديدات بالتدخل العسكري لإعادة الرئيس المخلوع ولوحت فرنسا بالتدخل الفوري إذا تعرضت مصالحها أو دبلوماسييها ومواطنيها لأي أضرار وعقدت دول المجموعة الإقتصادية لدول غرب أفريقيا ( الإيكواس ) إجتماعا عاجلا وأعلنت أنها مستعدة للتدخل العسكري لإعادة الرئيس الشرعي إذا لم يعد قادة الإنقلاب إلى رشدهم في غضون أيام لكن يبدو أن فكرة التدخل العسكري تتراجع لسببين أولهما المظاهرات الحاشدة التي خرجت تأييدا للإنقلاب وهاجمت السفارة الفرنسية وهتفت بسقوط فرنسا ورفعت أعلام النيجر وروسيا، بما يؤكد أن للإنقلاب قاعدة شعبية لا يستهان بها .
أما الأهم :
فكان إعلان بيان مشترك لكل من مالي وبوركينا فاسو المجاورتين أن أي تدخل عسكري في النيجر سيعني إعلان الحرب عليهما، في إشارة للإستعداد لخوض حرب جماعية ضد أي تدخل وأصدرت غينيا ( كوناكري ) بيانا أيدت فيه قادة الإنقلاب بما يؤكد أن المنطقة قابلة لإنفجار ضخم في حالة تعرض النيجر لهجوم عسكري ولا ينبغي تجاهل الوجود الروسي عبر شركة ( فاجنر ) في كل من أفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو وأن رئيس الأركان الجزائري قام بزيارة مفاجئة إلى روسيا واجتمع بوزير الدفاع الروسي . وإن كان البيان الصادر عن الزيارة لم يشر إلى النيجر لكنه بالتأكيد تصدر المحادثات . فالنيجر لها حدود مشتركة واسعة مع الجزائر، التي لا تراح إلى الوجود الفرنسي في القارة، ولهذا عاد إلى النشيد الوطني الجزائري الفقرة التي تتوعد فرنسا بالثأر . .
