كيف تكون قائدا ومصلحا

كيف تكون قائدا ومصلحا

بقلم / مانع الزاملي

تعريف القياده: هي القدرة على التأثير على الآخرين وتوجيه سلوكهم لتحقيق أهداف مشتركة. فهي إذن مسؤولية تجاه المجموعة المقودة للوصول إلى الأهداف المرسومة .وبعمق إيماننا بأن التغيير يُقاد ولا يُدار، حيث إن القائد التحويلي هو ذلك النمط من القادة الذي لا يرضى بالطموحات والإنجازات المتواضعة، ولا من يكون همه تلك النجاحات في الأمد القصير، بل لديه القدرة على غرس ثقافة وحب التغيير لدى الآخرين عن اقتناع واقناع ، ولايتم ذلك دون اطار مبدئي ينطلق منه العمل المثمر ،إن القيادة الذكية هي من تسعى إلى تبني عمليات استراتيجية تتوخى التقليل من مقاومة التغيير، لذلك يتطلب لتدبير التغيير التنظيمي أن يتوفر المدبر (الشخص الطبيعي) على مجموعة من المواصفات والقدرات حتى يستطيع التأثير في من حوله، وهي ما يصطلح عليه في أدبيات الإدارة بالقائد leadership باعتبارها مهارة التأثير في الناس، وتحريكهم في اتجاه العمل بحماس قوي على تحقيق أهداف محددة ومشتركة بشخصية أخلاقية قويمة توحي بالثقة، وبعبارة أخرى، فإن القيادة هي التأثير في الناس للمشاركة بإرادتهم واختيارهم في السعي نحو تحقيق أهداف مشتركة،وحتى تكون قائدا ناجحا عليك ان تحدد مايلي:
وحتى نضعك على الطريق الصحيح لتصبح قياديًا، ابدأ بالتعرّف على صفات الشخصية القيادية، والعمل على تطويرها:
1- القدرة على إدارة الذات
2- التصرف الاستراتيجي
3- التواصل الفعال مع المحيط المستهدف
4-اعتماد كوادر يمكن الاعتماد عليهم
5- امتلاك رؤية واضحة للمستقبل
6- سرعة التعلم
7 – مهارات اتخاذ القرارات
8 – النزاهة
وهذه الثوابت والمواصفات تحتاج وعي رسالي رصين ، لايتأثر بالغوغاء والمهرجين والمشككين ، بل لابد ان يجند له الشباب الرسالي الثوري ، واعني بكلمة ثوري هو ان يواجه الحقائق بشجاعة المجاهد بعيدا عن الترف الفكري والسلوكي ، ومنهج العمل للاصلاح ليس اجتهادا شخصيا، او فكرة عائمة ، بل هي وصفة ربانية حث عليها كتاب الله ، اتلو معي قوله تعالى ( قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ) ومن المتيقن انه لاتوجد فكرة اصلاح دون وجود فساد او افساد والقاريء اللبيب يعلم الفرق بين الفساد والافساد ، وتشخيص الفساد ليس ذوقيا او طموحا فرديا ، بل هو واجب تفرضه قدسية مانحمل من مباديء وقيم ، واروع موقف تجلى فيه نهج الاصلاح هو موقف سيدالشهداء عليه السلام ، حيث جعل العلة الغائية لخروجه الشريف وتضحياته هو للاصلاح فقط ، حيث قال عليه السلام (أَنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً وَلَا بَطِراً وَلَا مُفْسِداً وَلَا ظَالِماً وَإِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الْإِصْلَاحِ فِي أُمَّةِ جَدِّي) هذه هي المقاييس التي على ضوئها يجب أن تقيم الثورات والحركات والاحتجاجات السياسية والاجتماعية، على مر التاريخ) وان خرجت عن الهدف بمنفعة شخصية او غاية دنيوية بائسة تتحول لظلم عظيم ، تكون ضحاياها عباد الله جميعا، نحن الذين ندعي بأننا حملة رسالة العظماء علينا ان نتلمس الطرق والاساليب والمناهج والادوات الصالحة، لأسعاد المظلومين وتعويضهم عن كل مالحق بهم من حيف ، سواء كان من سلطة غاشمة ، او متصدي غافل، او متغافل او متجني او مستغلا للجهل !اولضعف اهل الحق المسلوب قوتهم ومصير من يعيلون ، علينا ان نتواصى بالحق ،وبالصبر عند العمل وليس عند التلاوة فقط حين تمر علينا سورة(: والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) هنا تتحقق الغاية من كوننا خلائف لله في ارضه ، واما التلاوة الجامدة يتلوها كل من يجيد العربية حتى وان لم يكن مسلما ، اذن نحن المأمورون في العمل ولاينبغي ان نجنح للتواكل كأن يقول قائل لندع فلان يغير او يصلح وانا هنا ننتظر او مايسمى اصطلاحا بالجلوس على التل ! وعند نجاح الاصلاح ويعم الخير يأتي ويقل هيا لنقتسم كلا ليس كذلك ! الاصلاح يبدأ بطلائع واعية بحركة ثقافية وسياسية واعية ، ثم يتحول لحركة امة كاملة شريطة ان يبتعد التغيير او الاصلاح عن وسائل غير سليمة وغير شرعية لاسامح الله .
وللمقال صله ان بقينا احياء واستغفر الله لي وللقراء جميعا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار