في سلسلة مقالات انعطافة التكتك

في سلسلة مقالات انعطافة التكتك

حسن درباش العامري

اجعل هدفك واضحا ..متماشيا مع اهداف المجتمع ….
ان الغايه من خلق الله للانسان وتكريمه كانت لعبادتة واعمار الارض والعباده تعني الخير العام واصلاح النفس وحسن المعامله ونقاء السريره وصفاء النَيه ،فسخر له الاشياء وسائر المخلوقات ،وكرمه بالعقل والخلافه…………وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُۥدَ ٱلْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَٱلطَّيْرَ ۚ وَكُنَّا فَٰعِلِينَ..
………..
يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ….
………
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ* مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ* إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)،
صدق الله العلي العظيم
ولتحقيق ذلك جعل الله لكل انسان هدفٱ في الحياة الدنيا يسعى لتحقيقه والبحث عن افضل الطرق للوصول اليه، وجعل له حق اختيار ذلك الهدف صغيرا كان او كبيرا وعليه اولا تحديد ذلك الهدف وايجاد الطرق الكفيله بتحقيقه ، ثم العمل لتحقيق اهداف اخرى .ومن الطبيعي ان تتناسب تلك الاهداف مع امكانياته الشخصيه والعلميه والبدنيه والنفسيه ،وربما ايضا سيتوافق مع اهداف الاخرين ليكون العمل الجماعي لتحقيق الغايه المنشوده ويد الله مع الجماعه…
فقال: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ …
ولكن ماذا لو كان الهدف يوجب على الفرد العمل بما يتقاطع مع اهداف الجماعه ؟ وهنا قد يتقاطع مع رغباتهم او قد يتقاطع مع اهدافهم العامه!
ففي الاولى ربما يكون هدفك تحقيق الخير للجميع فتجدهم عنه غافلون فتكون حينها قائدا او مرشدا او اماما ،توجه الجميع بأتجاه الحق بعد ان وجدتهم يتجهون كما القطيع باتجاه خاطئ ..والقائد هنا سينقذ الجميع ويرشدهم لما كانوا يجهلون. اما اذا كان هدفك متقاطع مع اهدافهم فهنا يتوجب عليك الرجوع عن ما انت متجه نحوه لان الحق مع الجماعه.
( ومن شاور الناس شاركهم عقولهم)
اذا يتوجب على القائد ان يوجه اتباعه بأتجاه الهدف الذي يكون فيه خيرهم جميعا ،كذلك عليه ان يعدَهم الاعداد الامثل لتسهيل بلوغ الغايه ،كالتعليم المتقدم والمتخصص وتنويع التخصصات بما يخدم الجماعه لتسهيل الوصول لاهدافهم ، والحرص على مشاركه تلك التخصصات والكفاءات واستغلال الطاقات الشابه المتعلمه (التكنوقراط) لتكون في المقدمه مع اصحاب الخبره (الاكاديميين ) لتتوافق الحكمه والدرايه مع الاندفاع والطاقات الشابه ، وبأستعمال الوسائل اللازمه ( الالات الحديثه والتكنولوجيا المتطوره ) لبلوغ الهدف ..ويجب ان يكون الهدف وسيله لبلوغ الخير العام والسعاده الكامله للمجتمع (تطوير المجتمع وتسهيل حياتهم).. وللوصول لتلك الغايه لابد من التقيد بقوانين عامه ثابته (احترام القانون )
تطبق على الجميع دون تمييز والقائد اكثر لوما من غيره لو انه انحرف (تطبيق القانون على الجميع دون تمييز)..ولكي يعيش الانسان بسعاده عليه ان يعرف كيف يقوٌم نفسه ويردعها عن الانحراف ويتمسك بالقوانين التي تنضم مسيرة المجتمع كله.
وعلى القاده مسؤوليه الالزام بتطبيق تلك القوانين.وهنا لايعتبر القائد كفأ ! ان استغنى عن بعض من المجموع او استغنى عن الطاقات الشبابيه والخبرات (بطالة الخريجين) ،لانه يعتبر عاجز عن توظيف مالديه من قوه لتسهيل بلوغ الامل .. ومن يعطل بعضا منهم بأي عذر كان فهو عاجز ولايملك القدره على القرار وتنفيذه و حق القياده وعليه ان يتراجع لغيره ..كما لايكون القائد قائدا ان استأثر لنفسه عن شعبه بالمال والطعام والراحه ،وجعل الجماعة في عوز وجوع وعنت….او استأثر بالاموال اكثر من شعبه بأي حجة او ذريعه كانت!!! ( فلكية مرتبات المسؤول)
فمن الظلم للانسان ان يُعطل بقصد، لانك قد قتلت في نفسه الامل ودمرت لديه الاهداف وابعدته عن المجموعه وربما استحدثت لديه اهدافٱ منحرفه تعاكس الهدف الامثل،. و لم تكن بين اهدافه وغيرت له مسار حياته وابعدته عن مسار بلوغ السعاده واعمار الارض ،فتكون اثما امان الله ..ونعلم بان القاده الاذكياء لديهم القدره على تذليل كل الصعاب باتخاذ طرق واساليب مبتكره لانهم الاكثر درايه وقد يميزون متى يتم تلبية الرغبات ومتى يمكن كبح جماحها ومقاومتها بما يتماشا والمصلحه العليا لتحقيق الخير العام بعيدا عن المزاجيه والاهواء ،لان تلك المزاجيه والاهواء ستدفع القائد الى ان يتحول الى دكتاتور ثم يتحول الى الظلم والاستبداد بجهله وابتعاده عن الشعب ..وكما فعلت ماري انطانيت حينما اخبروها بأن الشعب جائع لايجد الخبز ليأكله فكان حلها ان يأكلوا الكيك .ثم يتخذ بطانه يفضلها عن الجماعه ويختصها بالاموال والجاه والقوه لينتشر الظلم وتتبلور معالم الانهيار وزوال الملك…كان قانون الانسان الاول هو العنايه بنفسه وكيف يحافظ عليها ويبقيها ويكون متحكم بها ويلبي رغباتها ، حتى تكونت الاسره ،لتكون مجتمع مصغر ، فيها الاب قائدا وموجها والاطفال هم بمثابة الشعب والام هي من تقوم بتدبير شؤون الجميع …وهنا كانت قوة الاب حق له واصبحت طاعته واجبه على الجميع لتتبلور معالم الدوله بأبسط صورها او بصوره خفيه ،، فتطورت لتكون هنالك نظريات لتكوين الدوله كالنظريه الدينيه ونظرية الاسره ونظرية القوه ونظرية العقد الاجتماعي لجان جاك روسو…وهنالك نظريات اخرى اقل شأن كنظريه التطرور الطبيعي ..من ذلك كله نجد مسؤوليه القائد ان يضمن تحقيق الاهداف وتحقيق الاحلام بالوصول للسعاده الكامله وحفظ الامن والامان الاجتماعي .وتوزيع خيرات البلد بين ابناءه والمحافظه عليها ..وان يختار الطرق والمشاريع الموجبه لزيادة مدخولات المجتمع دون مسايره ومجاملة اعدائه للسير بطرق مخالفه تبتعد عن مصالحه، او تبدد خيراتهم لاعطائها لشعوب اخرى مع حاجة شعبه الماسه فيؤثر الاخرين عليه .. وكل من ينقاد لضغوطات خارجيه ولايجد الطريقه والدرايه بمقاومتها وابعادها فتنتفي عنه شروط القياده و يحق للشعب تغييره بالطريقه التي يجدها مناسبه وتتماشى مع القانون المتبع .وهنا يتوجب على المثقفين والاكثر درايه في المجتمع ان يقودوا عمليه التغيير لاختيار الافضل دوج مجامله او خشيه لان مصلحه الجماعه فوق المصالح الفرعيه والخاصه.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
التربية: لغاء شرط الحصول على رمز الاستجابة السريعة (QR Code) لإجراءات نقل الطلبة، الداخلية: متابعة سير التدريب الخاص بشرطة العقود في محافظتي المثنى وكركوك للإطلاع لمعلمون المحتجون في السليمانية، تحذيرات شديدة لحكومة الإقليم، مشيرين إلى أنهم على استعداد لإغلاق أبو... منح سمات الدخول مجاناً للمواطنين اللبنانيين الواصلين إلى المنافذ الحدودية العراقية، قائمة منتخب الشباب العراقي للقاء بروناي جماهيرية الاتحاد الوطني الكردستاني تخطو بإتجاه تحقيق مكاسب مرضية من الأصوات عن طريق فهمها لضرورة الت... أعلنت أمانة بغداد، اليوم الثلاثاء، إكساء أكثر من 9 ملايين متر مربع من شوارع جانبي الكرخ والرصافة. تعقد لجنة مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في مجلس النواب، مؤتمراً كبيراً، غداً الأربعاء، في محافظة... خياطي العباءة الرجالية في الكوت نكهة خاصة، الوكالة تعمل مع إيران وبصورة محددة على التأكد من أن البرنامج النووي الإيراني يستخدم للأغراض السلمية ...