عن حقيقةِ خلافاتِ [الفَصائل]!
نـــــــــزار حيدر
أ/ أَقطعُ بعدمِ وجودِ خلافاتٍ بين [الفصائلِ] فيما يخصُّ ضربَ المصالحِ الأَميركيَّةِ في العراق لأَنَّ قرارها مرهونٌ بمصدرٍ واحدٍ، أَي أَنَّها مأمورةٌ، وهي قد تتقاسم الأَدوار وتتبادل الأَسماء في كلِّ مرَّةٍ لكنَّها لا تختلف، فضلاً عن أَنَّها تُنفِّذ أَجندات خارجيَّة فكيفَ يُمكنها أَن تختلف؟!.
الوُكلاء لا يختلِفونَ لأَنَّهم لا يسأَلون، يُنفِّذونَ ما يصِلهُم من أَوامِر!.
نعم هي تختلف مع الدَّولة ومؤَسَّساتها على اعتبارِ أَنَّها لا تأخذ بنظرِ الإِعتبار مصالحَ البلادِ وإِنَّما مصالح [الغُرباء] الذين يحدِّدونَ لها الزَّمان والمكان في كُلِّ مرَّةٍ.
ولذلكَ أَمر القائد العام للقوَّات المُسلَّحة بمُلاحقتهِم وتتبُّعهِم لأَنَّهم يشكِّلونَ خطراً على استقرارِ العراقِ وأَمنهِ، على حدِّ وصفهِ.
في نفسِ الوقت فإِنَّ هُناك انقساماً في الإِطار، بمعنى أَنَّ هناكَ انقساماً في الموقفِ السِّياسي من التَّصعيدِ، فالزَّعامات التي تمتلك فصائل مُسلَّحة خارج سُلطة الدَّولة إِمَّا أَنَّها تلتزم الصَّمت عندما يجري الحديث عن ضَرورةِ وقف الهجماتِ حتَّى لا تتعرَّض الحكُومةِ والإِطارِ لمزيدٍ من الإِحراجِ أَو أَنَّها تُشجِّع من طرفٍ خفيٍّ لرفعِ الحرجِ عن خطابِها [الثَّوري] المعهُود.
اما الزَّعامات البراغماتيَّة فهي تتحدَّث بشَكلٍ واضحٍ وصريحٍ عن ضَرورةِ إِحترام إِلتزامات العراق في حمايةِ المُنشئاتِ الأَجنبيَّةِ بكُلِّ أَشكالِها باعتبارِ أَنَّها موجودةٌ بطلبٍ من الحكومةِ، وهذا ما قالهُ القائد العام في بيانهِ قبلَ [٤] أَيام والذي أَوعز فيهِ بمُلاحقةِ مُطلقي الصَّواريخ.
ولا ننسى فإِنَّ هنالكَ الآن حرب [مُزايدات] مُستعِرة بينَ مُختلفِ القُوى والتيَّارات السياسيَّة [الشيعيَّة تحديداً] فبينَ من يدعو إِلى تظاهُرةٍ يدعو آخرون إِلى تظاهُرتَينِ وبينَ من يدعو إِلى إِغلاق السَّفارة الأَميركيَّة يتباكى آخرون على مصيرِ العراق إِذا حصلَ ذلكَ إِذ سيقُودهُ إِلى كارثةٍ [كما يقولُ النَّاطق الرَّسمي باسمِ الحكومةِ] وبينَ مَن يدعو إِلى اعتصامٍ مفتوحٍ على الحدُودِ المُشتركةِ يعتبرُ آخرونَ ذلكَ سببٌ يُلحِقُ الضَّررَ بمصالحِ العراق إِذا لم يأت في إِطارِ التَّنسيقِ معَ بقيَّة [الشُّعوب] وهكذا.
حتى الفصائل دخلت الآن في طَورِ هذهِ المُزايدات وإِن كانت أَفعالها تحتَ السَّيطرة من قِبَلِ المصدرِ وقد اتَّضح ذلكَ من خلالِ تغييرِ الخطابِ السِّياسي الذي تبنَّتهُ طهران بعد تحذيراتِ الرَّئيس بايدن لـ [آية الله] على حدِّ قَولهِ، والذي تركَ بظِلالهِ عليها.