عندما يقف الإطار وسط الجسر ولا يستطيع العبور..!
حيدر ع الرزاق اللامي
ان سياسة الانظمه القمعيه وما ترتكبه بحق شعوبها الواقعه تحت يد قبضتها الحديديه والتي تستخدم فيها كافة انواع التعذيب والتنكيل لبسط سيطرتها وتحكمها بمقاليد الحكم وتشبثها بالكرسي وباي طريقة كانت٠
أغلب المعارضة نفيت وهجرت خارج العراق، منهم من طلب اللجوء السياسي ومنهم من بقى يتجول بين الدول لا مكان محدد يسكن به ولا يجمعهم سوى شعار واحد هو “الخلاص من سيطرة النظام السابق وتحرير شعبهم وتخليصه من نير الحكم الدكتاتوري الظالم”.
الغاية هي أهدافهم وشعارهم لذا مارسوا المعارضة السياسية ودورها من خلال قيادتها من خارج وبعيدا عن القبضة الحديدية للسلطة الجائرة في حينها٠
جاءتهم الفرصة الذهبية في سنة 2002 حين دعتهم كل من أمريكا وبريطانيا الى أجتماع لندن توحدت قواهم وآرائهم من أجل الوصول الى سدة الحكم عن طريق أمريكا وهذا ما حدث حين توحدت جهود جميع القوى والاحزاب الكرديه والسنيه والشيعيه والقوى المستقله وحتى القيادات العسكريه الهاربه من سلطة، والمعادية للنظام رغم اختلافهم المذهبي والقومي ولكن أجتمعوا من مبدأ الغاية تبرر الوسيلة.
إن السبب الرئيسي لجعل تلك الاحزاب والكتل تجتمع وتقبل دعوة الخارجيتين الامريكية، والبريطانية هو بعد ان تأكدوا أن امريكا جعلت من النظام العراقي الصدامي عنصر غير مرغوب فيه !
جاء اجتماع المعارضة بلندن استكمالا لمؤتمر قوى المعارضة بـــ(صلاح الدين ١٩٩٤) والاتفاق على ان تكون جهود جميع القوى العراقيه بكافة الوانها تحت قيادة عراقية موحدة.
حصلوا ىعلى ما يردون وصار التغيير أمر واقع وفي تاريخ ٩ / ٤ / ٢٠٠٣ دخلوا الى العراق بعد سقوط النظام الصدامي.
لكل تغيير ثمن ولكل منصب تنازلات سؤال كبير لحدث أكبر ماذا قدمت القوى المعارضة من تنازلات من اجل ادارة دولة العراق بعد التغيير..؟!
انها أمور مؤكد أصبحت لدى المعارضة والتزامات كبيره مخفية لا يمكن الافصاح عنها امام الشعب العراقي مطلقا ولكن تم تسريب بعض فقرات الاتفاق وكانت بها العجب العجاب.
حيث باتت المعارضة الاسلاميه والوطنيه والقومية بكافة قياداتها من حقيقة ان اي تغيير لا يحصل بالعالم الا بوجود الامريكان وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان ٠
لذا لابد من الالتزام بنقاط الاتفاقية والا سوف تقول أمريكا قولتها هي من استطاع تغيير الحكم في 2003 يمكنها الان ان يغييره في 2024 وهذا أمر مسلم به من كل الحكام والاحزاب في العراق.
لابد من التسويق على التطبيع ولكن قبل التطبيع هو النوع الثالث “الجندرة” وجس النبض للشارع العراقي فمن يقبل بالنجدرة يرى التطبيع أمر سهل جدا وبقية الفقرات تفرض رغماً عن أنوفنا.
هذه الاحزاب والقوى السياسية قد وقعت على التزامها بمبادئ حقوق الانسان العالمي للامم المتحده، والتي تعتبر ان حرية التعبير والمعتقد والسلوك هي من الحريات الشخصيه التي ينبغي ان يراعيها العراق بنظامه الجديد.
بين ما تريده امريكا من سياسة فرض التطبيع مع اسرائيل فمطلوب من العراق اقامة العلاقات الطبيعيه حالها حال الدول العربية ؟!
السؤال هنا بعد أن أمست الحكومة إطارية بحته هل سيقف الإطار وسط الجسر ولا يستطيع العبور..!