سيلاميون حد الماعون

سيلاميون حد الماعون

 

بقلم : ا.د.ضياء واجد المهندس

 

عندما كتبت مقال سيلاميون قبل اربع سنوات ، عاتبني رئيس كتلة و اخر كان وزير ،بدعوى التجاوز على الثوابت التاريخية، و الاساءة الى الاخوة المجاهدين ..قررت اليوم ان اعيد جزء بسيط من روح المقال ، راجيا” ان تنشروا ما نكتب ليتناقله الجميع ، فنتوحد في الافكار و الرؤى ، و نتحد في الطرح و النهج ، لعلنا نستطيع ان نحدث تغيير ..كنت و لازلت اخول الجميع بنشر ما نكتب دون الرجوع الينا ، و لكننا الان نطلب ان يذكر اسمنا ، لان الكثير من السياسيين بداوا باقتطاع جزاء مما نكتب و ينسبوه اليهم ، حتى صار حالنا حال من قال ( رمينا عدونا بالحجر ، فاصبونا بما لم يصبهم )..
هناك مصطلح متداول ( السياسيين الاسلاميين ) ، اقترحنا ان ناخذ نصف الحروف الاولى من الكلمة الاولى و نصف الحروف الاخيرة من الثاني ليصبح (سيلاميون ) وهم نخبة من اصحاب السلطة الحاكمة باسم الاسلام …والفرق بين الاسلاميين المؤمنين وبين السيلاميون هو الفرق بين الامام موسى الكاظم (ع) وبين هارون الرشيد ، فكلاهما مسلم ، يصلي ويصوم و يحج وووو، والفرق ان الكاظم رجل الله على الارض ، و هارون الرشيد سلطان مسلم في السلطة ، وهذه المفارقة في تاثير الدنيا والسلطة لخصها الشهيد محمد باقر الصدر بقوله: ( من منكم يملك ما يملك هارون الرشيد ، ولم يفعل ما فعله ب موسى الكاظم )..
كان الشيخ احمد المومن ، داعيا” يتنقل في رمضان بين المجالس والبيوت ليوعي الناس بالدين الاسلامي الوسط..وانتشر قصة حرمانه من الزاد الدسم بين العراقيين حتى اصبحت طرفة .. عندما يفترشون مأدبة الافطار في ايام رمضان ، كان المضيف يضع للشيخ السهم الدسم من اللحم و السمك والدجاج ، الا ان بعض الجالسين الشرهين في الاكل اتفقوا على ان يسألوا الشيخ عن الانبياء ، فيتحدث المومن باسهاب ، و يبداون هم بالتكالب على حصة الشيخ .. ابتداو الاسئلة عن نبي الله يونس ، ايوب ، صالح ،،،،حتى جعلوا قصة نبي الله يوسف في الايام الاخيرة لطولها ..ايقن الشيخ ان مشاركيه مائدة الافطار يقصدون حرمانه من لذيذ الطعام ،وليس التفقه بالاسلام ..ف عندما سالوه عن يوسف (ع) ، قال : ابن نبي تاه ، ومن كبر صار نبي ورجع لابوه …قال احد الحاضرين : شيخنا ، كبست القصة و ما اعطيتها حقها .قال الشيخ : يا اخوان ، القصة قصة قميص .استمر الشيخ بالاكل والاخرين يتحاورون عن اي قميص يتحدث الشيخ ..قال الشيخ : يعقوب فصل قميص ليوسف وحسدوه عليه ، من راح يلعب مع اخوته ، بالكيد رجعوا القميص ملطخ بالدم الكذب ، ولما كبر يوسف (ع) التقى اخوته واعطاهم قميص ارسلوه لابوهم وفتح بعد العمي …و عندما سالت الشيخ عن الفتنة الكبرى في زمن الخليفة عثمان بن عفان ( رض) ، قال : القصة قصة قميص ، قتلوه ، فاخذ طلحة جزء من قميصه الملطخ بالدم ، واخذ معاوية قطعة من قميصه الملطخ بالدم و اخذ مروان بن الحكم قطعة من قميصه الملطخ بالدم ، والجميع تريد الا قتصاص من قتلته والغاية الخلافة و السلطة وليس الاسلام او الدين او رضا الله …
كان حديث بروفسور مصري، و هو استاذ التاريخ الاسلامي في جامعة القاهرة، لي صادم عندما التقينا في ٢٠٠٢ في الامارات في مؤتمر الموؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا ،عندما اكد لي ان السلطان صلاح الدين الايوبي قام باعدام عشرات الالوف من الفاطميين ( العلويين) من الصبية والشباب والرجال، بعد ان عزلهم عن النساء وجمعهم في الساحات . وان صلاح الدين الايوبي قد اغلق جامعة الزهراء لاربع قرون ، والذي اعيد فتحها بعد انتهاء الحكم الايوبي و تم تغيير اسمها الى جامعة الازهر …
من الحقائق التي اصبحت مؤمن بها ان لا قدسية للشخوص ، ف عمر بن العاص الذي تعقب المسلمين الى الحبشة ليثير حاكمها ضدهم و يدعي ان الاسلام يطعن في شرف مريم العذراء (ع) ، وان المسلمين هم ملة مارقة عن قريش ..الان علينا ان نتحدث عن عمر بن العاص وعن رضا الله عنه وادخله الجنة ، كما نتحدث عن معاوية ابن ابي سفيان الذي حول الدولة الاسلامية الى دولة اموية…ان السيلاميين هم احفاد متنازعي السلطة في صدر الاسلام بعد ان انتقل الرسول (ص) الى جوار ربه …فهل انشىء الرسول (ص) مكتب للشهداء السياسيين و يمنح راتب ل عمار بن ياسر لكون ابوه وامه اول الشهداء في الاسلام .؟؟!!.وهل انشىء المصطفى الامين (ص) مكتب للسجناء السياسيين و المضطهدين و منح بلال الحبشي رواتب سجين سياسي في بطون مكة وهو يتحمل ثقل الصخور على صدره و يكوى بالنار ..؟؟؟!، وهل منح خاتم الانبياء (ص) مخصصات حبشية للمسلمات والمسلمين المهاجرين الى الحبشة ؟؟؟؟!!!..
كان سؤالي مزعج لمدرس التربية الاسلامية في الدراسة المتوسطة عندما قلت له : كيف يكون علي بن ابي طالب و الزبير بن العوام و طلحة بن عبيد الله من المبشرين بالجنة و هم تقاتلوا في معركة الجمل و مات طلحة والزبير فيها ؟؟؟؟!!!؟؟…
ثم لماذا الغى علي بن ابي طالب امتيازات المهاجرين الاوائل الذي منحها لهم عمر بن الخطاب ، وقال : لاقتسم فيكم مال المسلمين مثلما اقتسمها الرسول الامين ، اما جهادكم في سبيل الله فهو لله تجزون عليه في اخرتكم ، و اما مال للمسلمين فلكل المسلمين وكلهم بالقسمة متساوويين ، فما لي مثلما ل قنبر ….
في اعماق نفسي احترم ابو سفيان كثيرا ، لانه قال مقولته المشهورة ( تلقفوها يا بني امية ، لاجنة و لا نار ولا رب رسل ، و لا نبي ولا وحي نزل ، انه الملك )، بينما ابنه تقمص الاسلام، و رفع قميص عثمان على روؤس الرماح ….اخشى ان يكتب التاريخ ان ابو بكر البغدادي خليفة الموصل فاتح للموصل و تكريت وصلاح الدين و استولى على غنائم الايزيديين و الصائبة و المسيحيين، بعد ان يدون اتباع و وعاظ السلاطين ذلك …
من طرائف العراقيين ، ان ابليس يستقبل العراقيين الداخلين النار ليبلغهم ان لا يقولوا للموجودين في جهنم (لكي لا يسخروا منهم ) ، انهم دخلوا جهنم لان الدنيا غرتهم ، لان لا دنيا في العراق لكي تغر ..لا ماء و لا كهرباء، و لا وظيفة و لا رخاء ،و لا صحة و لادواء ،و لا راحة ولا هناء، و لا … ولا ..يقول ابليس لجماعته العراقيين الوافدين الى جهنم : اعترفو على جماعتي السيلاميين الذي خدعوكم و ضللوكم و سرقوكم و جعلوكم من الظالمين الكافرين الفاسقين…
لنا وللعراق ولاهله الطيبين ..
ربنا الكريم الرحيم و هو ارحم اراحمين …
ا.د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
أصدر مستشفى: تحذيرًا عاجلًا للآباء والأمهات بضرورة متابعة أطفالهم الذين يعانون من مشاكل في النمو. أعلن المدير العام للشركة العامة لموانئ العراق انتهاء أعمال البنى التحتية الخاصة بالقطع العشرة للنفق، الجمارك الإيرانية خلال تقرير لها أن الإمارات كانت أكبر مصدر للبضائع لإيران خلال الأشهر الخمسة الماضي... استهدفت عشرات الغارات الجوية الإسرائيلية صباح الاثنين مناطق عدة في جنوب لبنان وفي شرقه، اليوم الدوري الإيطالي والإسباني.. المواعيد والقنوات الناقلة الصين رعاياها على مغادرة إسرائيل "في أسرع وقت ممكن"، القبض على عدد من المتهمين، بينهم متهم يحمل شرائح اتصال وآخر جهاز خاص بسحب الرواتب غير مخولين بحملها استهداف الضاحية !! ماقبلها .. ليس كما بعدها (‌ الحلقة - 2 )!! بالوثيقة: الادعاء العام يتسلم معلومات: شركة "تخدم إسرائيل" تعمل مع الجيش داخل العراق  رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني يستقبل في نيويورك المديرة التنفيذية لليونيسيف