دول ألخليج ألعربية . . ماذا تنتظرون منها . .كثرة عددية . . بلا فاعلية . .
١٩ / ١٠ / ٢٠٢٣
فارس الطالب ✍️
كنا نتوقع من دول الخليج العربية موقفا مشرفا وبالذات قادة دولة الإمارات وهم من يملكون كل الأدوات والمفاتيح والأوراق بأيديهم أن يخرجوا على العالم بموقف قوي يعبرون فيه عن رفضهم القاطع وعن إدانتهم الشديدة للمجازر الدموية البشعة التي يرتكبها ( أصدقاؤهم الإسرائيليون ) بحق شعب عربي أعزل لا ذنب له في كل ما يجري من حوله . وبحق هذه المدينة العربية المسالمة الصغيرة ألتي سحقوها ودمروها وجففوا كل شرايين الحياة فيها ولم يتركوا شيئا واحدا فيها على حاله .
كنا نتوقع أن تهزهم تلك المجازر الإسرائيلية وأن يكون صوتهم عاليا ومدويا في أستنكارها والأحتجاج عليها وفي المطالبة بوقفها ومساءلة من يقفون وراءها من مجرمي الحرب الإسرائيليين .
كان لديهم الكثير . . والذي كان بأمكانهم أن يتحركوا به عربيا ودوليا وأن يهددوا ويلوحوا به في وجه الإسرائيليين لوقف هذه المجازر ضد شعب عربي محتل من قبل دولة أرهابية عنصرية فاشية لا تعرف معنى لأي قيم أنسانية أو أخلاقية في سلوكياتها العدوانية الهمجية . دولة يقف العالم كله شاهدا على فظائعها وعلى جرائمها ضد الأنسانية وعلى جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد الفلسطينيين في أراضيهم المحتلة والأن في غزة .
كل هذا لا يحدث بعيدا عن الإماراتيين وأنما يعرفونه بكل تفاصيله ربما أكثر من غيرهم . .
كنا ننتظر من دول الخليج العربية وبالاخص من دولة الإمارات العربية المتحدة وقادتها وهي الدولة الخليجية التي قادت مسيرة ( التطبيع ) الأخيرة مع العدو الإسرائيلي وبالغت فيه ووصلت به إلى حدود لم تكن متصورة من العلاقات ألتي تطورت بسرعة قياسية إلى مستوي الشراكة الاستراتيجية المتميزة بكل المعايير . ولم تترك مجالا سياسيا أو أمنيا أو إقتصاديا أو أعلاميا أو ثقافيا أو علميا أو تكنولوجيا واحدا إلا وأمتدت إليه . رغم كل ما كان يحدث من أنتهاكات إسرائيلية صارخة في الأراضي الفلسطينية المحتلة . . حتى اصبحنا أمام نموذج غير مسبوق لنوع خاص من السلام . .
سلام لا يقارن به سلام ( كامب دافيد ) أو سلام ( أوسلو ) أو أي نوع أخر من السلام الذي نعرفه . فكلها نماذج للسلام الباردة إلا هذا السلام ( الإماراتي الإسرائيلي ) . .
لكنهم للأسف لم يتحركوا . . وآثروا الأنزواء والصمت حتى لا يغضبوا أصدقاءهم في ( تل ابيب ) أو كأنهم مقتنعون بأن ما يفعله الإسرائيليون في غزة من قتل وترويع وتدمير وأنتقام أعمى لهم ألحق فيه .
أو أنه من قبيل الدفاع ألمشروع عن النفس ضد حماس وغيرها من منظمات المقاومة المسلحة الفلسطينية ممن تعتبرهم الإمارات كأسرائيل منظمات إرهابية أو لأنها تضع علاقاتها ومصالحها مع ( إسرائيل ) فوق هذا كله وتعطيها الأولوية في كل تحركاتها وقراراتها وردود أفعالها ولا يهم بعد ذلك ما يحدث في غزة أو في غيرها .
وهو ما أرجحه وأرجع إليه ألسبب في ألغياب الواضح لرد الفعل ( الإماراتي ) من الصورة على عكس ما كنا نتوقعه منها كأحد مراكز أتخاذ القرارات المهمة عربيا وأقليميا ودوليا . .
هذه السلبية من قبل أطراف عربية كان يمكن أن تكون حاضرة وفاعلة ومؤثرة ومع ذلك أبتعدت ولم تأخذ موقفا حاسما من عدوان بربري يفترس مدينة عربية مناضلة وشعبها الأعزل . .
كل هذا يثبت من جديد أننا كثرة عددية بلا أي فاعلية أو تأثير . وأن هناك دول كان يمكن أن يكون لها دور تتحرك به ومع ذلك تغيب من ألمشهد وهي ألتي كان يفترض فيها أن تكون على رأس الحاضرين . وهذا الوضع المؤسف هو ما تشهد به الكارثة ألتي تعيشها غزة الأن مع هذا الدمار ألمرعب . .
