حياة زوجية سعيدة


حياة زوجية سعيدة

ام نرجس السعدي

قال تعالى في محكم كتابه: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
وقوله: (وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) وقوله تعالى (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)

ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أي أن الأزواج أصبحوا كروح واحدة وخلق بينهم طمأنينة ورحمة وألفة، وهذا الارتباط الإلهي منذ أول خلق الله إلى يوم القيامة مستمر. بهذه الطريقة. من أجل استمرارية الحياة. هم لباس لكم وأنتم لباس لهم. وتدل الآية الكريمة على من تجد فيه راحة البال والطمأنينة والسعادة. إن طبيعة التكامل الإنساني وحاجة كلا الجنسين للآخر هي فطرة من الله (عز وجل) . لقد وضعها الله فينا، وجعله أمر مهم لأن علاقة الرجل والمرأة فيما يشعر به كل منهما هي تكامل للآخر. وأصبح الطرف الثاني قطعة من جسده وروحه.

وهذا ما أودعه الله تعالى في أعماق مشاعر الرجل والمرأة. وهي مشاعر الحب والمودة والاحترام والتعاون بينهما، ومن خلال زرع بذور علاقة عاطفية نابضة بالحياة بينهما حتى يعبروا إلى بر الأمان دون أي عوائق. وكذلك كل منهما يعتني بالآخر، ويتحمل مسؤوليته، ويشعر بألمه، ويحزن عندما يحزن، ويسعد عندما يفرح، ويحب أقرب الناس إليه بلقبه. ولا تظهر عليه علامات الاكتئاب أو الضيق عندما يرى الزوج أو أقارب الزوجة ضيوفاً، وعليه ان يقدره أمام الناس وكذلك يجب أن يهتم او تهتم في حالات الضعف أو المرض، أو في كل نكبة أو مصيبة تصيب شريك الحياة سواء الزوج أو الزوجة. . . ومن واجب الطرف الآخر أن يكون سنداً لروحه ولا يتركه يكافح وحيداً، ولا يكون عبئاً آخر عليه من الرحمة والطمأنينة التي زرعها الله في قلوبنا، وخاصة الزوجات الصالحات.

ولهذا تجد الكثير من النساء صبورة وصامتة عند حدوث مشكلة بينهما حتى يمر الخلاف والعاصفة بهدوء. هذه امرأة حكيمة وعقلانية ورائعة تريد الحفاظ على عائلتها في مأمن من الخدوش . إنهم أيضًا يكونون منزلًا إلى الأبد بهدوء وسلام بعيدًا عن الضوضاء. المرأة الضعيفة العنيدة العصبية التي تقف كورقة الخضراء من أدنى عاصفة تسقط على الأرض وتذبل ولا تستطيع العودة إلى أغصانها مرة أخرى للشجرة لأنها انكسرت، وأحياناً لن يتم إصلاحها أبداً، وهذا خطأ كبير.وللأسف يعتقد بعض الشباب أن الزواج من الحبيب أو الحبيبة هو الذي سيجلب لهم السعادة طوال حياتهم، ويتصورون أن هذا الشخص هو مصدر سعادتهم، وبدونه لا يمكن للحياة أن تكتمل، ولكن في الواقع هذا الأمر غير واقعي لأن الزواج ليس للمتعة أو الرغبة فقط، وللأسف البعض بدون تخطيط للمستقبل بعين بعيدة المدى. أما بالنسبة للمستقبل فكيف يبدأ تكوين أسرة؟ وعندما يحصل على ما يريد مع مرور الوقت، تنتهي هذه الأشياء وتختفي، ومن ثم يبدأ بالبحث عن سعادة حقيقية أخرى لن يتمكن من تحقيقها. في العلاقة الزوجية الأولى، تعتبر هذه كارثة تحل على الأسرة والمجتمع، لأن الشاب خلال علاقة الحب لا ينظر أو ينتبه للطرف الآخر. والآخر يبحث عن العيوب التي يحملها.

وهذه نصيحة لجميع الزوجات: كوني رفيقة وزوجة صالحة، وتعاملي بلطف مع زوجك الذي يعمل بجد طوال اليوم للحصول على وجبة حلال لك ولأطفالك. كوني الوجه المبتسم عند تحية زوجك. كن مثل الوردة المتفتحة ذات العطر الجميل. ضع تعب اليوم كله خلفك. كوني أمه وزوجته وابنته، لأن الزوج يحب أن يكون مثل الابن المدلل دائما في نظر زوجته . حتى لا ينظهر”, “للمرأة في الشارع، في الدوائر الحكومية التي يعمل فيها، أو على مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت متاحة للجميع الخ، فلا ينفع الندم وتبدأ في خلق المشاكل بينكما، فكوني زوجة، كوني جميلة في البيت وتسر زوجها وتقبل بأبسط الأمور . فالزوج لا يقل أهمية عن المرأة التي تتحمل همومه ومتاعبه طوال الوقت اليوم، وإذا غضب منك “لا تجادليه، واسكتي، ولا تساعدي الشيطان”. عليه في مناطق ضعفه أو غضبه.

أكثر النساء عناداً اللاتي يحاولن التسلط هن اللاتي يفشلن في الزواج بسبب أبسط المشاكل لأنهن يحاولن فرض رأيهن على كل شيء، لأنهن يفتقرن إلى الذكاء العاطفي والمرونة والحب والتضحية في التعامل، ويكونن أكثر عرضة للاستغلال. والفشل في الزواج. عدم معرفتهم بالحياة الزوجية والأسس التي تقوم عليها.فقط تفكر بعض النساء ماذا يملك هذا الشخص متقدم لها من الأموال وسيارة والبيت والجاه والوظيفة صح هذه متطلبات لكن أيضآ يجب أن اسأل عن أخلاقه ودينه.

الزوجة الصالحة المطيعة هي التي لا تكذب على زوجها في كافة شؤون حياتها، حتى في أبسط المواقف وأصعبها، خوفاً من أن يغضبه موقف ما، أو أن تكون رخيصة في عينيه. إلا أنها في عملها تحب دائماً أن تكون صريحة مع شريك حياتها. ولا تنقل أخبار وتعامل أهل زوجها معها. اصبري من اجل سعادة زوجك.

لا خير في بعض النساء في بعض الجلسات النسوية . وعندما تجلس مع أصدقائها أو أقاربها أو أهلها، تظل تتحدث عن سلبيات زوجها، وتذكر تفاصيل عيوبه، ولا تتذكر أجمل ما يملك، وتكشف أسرار بيتها. إذا انتهت محادثتهم، ستخبر النساء أزواجهن بما حدث لهن من خلال التحدث مع بعضهن البعض. . وهنا انتشرت الأخبار عن العائلات وما يحدث بداخلها بسبب بعض الزوجات.

ويمكن للمرأة أن تصبر على فقر زوجها ومرضه وغير ذلك من الظروف، بل وتساعدها وتقف معه وتتمنى ان تحمل المرض او الفقر الذي حل بزوجها عنه لتخفف عنه. لكنها لا تستطيع أن تتحمل سلوكه السيئ ومعاملته السلبية لها، فالمرأة كائن لطيف وحساس لا يتحمل ذلك. أساس العلاقة هو الاحترام والتقدير، وإذا كسر هذا الأساس أصبحت العلاقة لا أساس لها لأنه لا يمكن لأحد أن يعيش بدون كرامة واحترام. العلاقة مع الشخص غير مناسبة وهذا يعتبر موت بطيء يستنزف صحتها وسعادتها على حساب حياتها.

النقد المستمر بين الزوجين يقتل متعة كل شيء، حتى لو على سبيل المزاح! وخاصة إذا كان أمام الوالدين أو الأبناء يجب أن يمتدحوا حسنات بعضكم البعض ويتجاهلوا الأخطاء، فالكلمات الجميلة تفتح الآفاق إلى حد كبير. ينتقد بعض الأزواج طبخ زوجته أو مظهرها أو عدم نظافة المنزل أو الأطفال أمام الجميع. هنا قلب المرأة مكسور ولا يستطيع أحد أن يجبرها. ومن حق الزوج أن يتحدث مع زوجته في هذه الأمور، ولكن دون انتقاد أو كلام يجرحها. فالحديث يكون بينهم فقط، ولا يوجد معهم طرف ثالث.

للحفاظ على العلاقة الزوجية والمحبة بين الزوجين، يجب على كل منهما التركيز على النقاط الإيجابية في الآخر، وليس العكس. وترك المشاكل خارج المنزل أو الغرفة. حتى لا تكبر هذه المشكلة وتتفاقم. ولم يعد أحد يستطيع علاجها، خاصة عندما يعود الزوج من العمل ويأخذ فترة راحة.

نصيحة للأزواج: ابتعدوا عن التكبر والغرور بينكم في نسبكم أو أموالكم أو جمالكم أو ثقافتكم أو درجتكم العلمية. عندما تم اتخاذ القرار والاتفاق بينكما قبل الزواج، كان كل منكما يعرف حسب ونسب وثقافة الشخص الآخر، لأنه يعتبر…”, “وهذا من أكبر أسباب تمزق العلاقات بين الزوجين.

احترام الخصوصية مهم لنجاح العلاقة الزوجية. ولا ينتهك أي منهما خصوصية الآخر، وخاصة الزوج الذي يحاول السيطرة الكاملة على زوجته. تتدخل في حياتها الخاصة كلها، حتى من خلال التواصل مع أهلها أو أقاربها. أيها الزوج، لا تحاول طمس شخصية زوجتك والتحكم في مصيرها وقراراتها.

ومن أهم مؤشرات العلاقة الجيدة بين الزوجين أن يتمكن كل منهما من البوح بكل ما يدور في ذهنه دون خوف أو خجل أو رسم خطوط ضيقة بينهما، لأنه سيكون بينهما عائق في الطريق. . . الحياة.” لأن الحياة الزوجية تحتاج إلى أساس متين يلجأ إليه جميع الأزواج، لتسير قافلة حياتهم في أمان بكل هدوء وطمأنينة، رغم صعوبات الحياة ومعاناتها. الحياة الزوجية ليست دائما جميلة و حلوة حسب ما يرسمه البعض في مخيلتهم، بل الحياة الزوجية السعيدة جميلة جداً، بحلاوتها ومرارتها.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
أصدر مستشفى: تحذيرًا عاجلًا للآباء والأمهات بضرورة متابعة أطفالهم الذين يعانون من مشاكل في النمو. أعلن المدير العام للشركة العامة لموانئ العراق انتهاء أعمال البنى التحتية الخاصة بالقطع العشرة للنفق، الجمارك الإيرانية خلال تقرير لها أن الإمارات كانت أكبر مصدر للبضائع لإيران خلال الأشهر الخمسة الماضي... استهدفت عشرات الغارات الجوية الإسرائيلية صباح الاثنين مناطق عدة في جنوب لبنان وفي شرقه، اليوم الدوري الإيطالي والإسباني.. المواعيد والقنوات الناقلة الصين رعاياها على مغادرة إسرائيل "في أسرع وقت ممكن"، القبض على عدد من المتهمين، بينهم متهم يحمل شرائح اتصال وآخر جهاز خاص بسحب الرواتب غير مخولين بحملها استهداف الضاحية !! ماقبلها .. ليس كما بعدها (‌ الحلقة - 2 )!! بالوثيقة: الادعاء العام يتسلم معلومات: شركة "تخدم إسرائيل" تعمل مع الجيش داخل العراق  رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني يستقبل في نيويورك المديرة التنفيذية لليونيسيف