تركيا . . وتعقيد المسار.. مع أوروبا .
فـارس الطـالـب ✒️
التيار المحافظ في تركيا التي تمثله السلطة الحالية يخوض حرباً ضروساً ضد المثليين ويمنع اجتماعاتهم . فقد دعا التقرير في استفزاز واضح لقسم كبير من المجتمع التركي إلى حماية ( حقوق ) المثليين. ومع ذلك فإن الأهم في التقريركان في اعتبار أن استئناف المفاوضات مع تركيا حول عضويتها في الاتحاد غير
ممكن في الوقت الحالي نظراً لعدم توافر مثل هذه الشروط لدى الجانب التركي.
وقد أثار ذلك غضباً شديداً في أنقرة فبادرت وزارة الخارجية إلى اعتباره فاقداً للعقلانية كأنه لم يكن ولا يلزم تركيا بشيء.
لم تنته الأمور عند حد صدور التقرير وردة فعل الخارجية التركية عليه. فقد قال الرئيس أردوغان بعد وصوله إلى نيويورك مطلع الأسبوع الجاري للمشاركة في اجتماعات الهيئة العامة للأمم المتحدة . إن أوروبا تريد قطع مسار العلاقات مع تركيا. ولذلك فإن تركيا بدورها سوف تقوم بتقييم الوضع وقد تكون أمام قطع هذا المسار إذا تطلب الأمر ذلك.
تلقت تركيا مؤخراً صدمتين كبيرتين لم تكونا في الحسبان.
الصدمة الأولى/ أن قمة فيلنيوس الأطلسية في يوليو/ تموز الماضي كانت مفترق طرق في تحولات تركيا في العودة إلى الحضن الغربي/الأطلسي. عندما رفعت الفيتو الموضوع على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي كما دعمت انضمام أوكرانيا إليه.
وقد أدى ذلك كما بات معروفاً إلى توتر وتشنج وفتور في العلاقات التركية / الروسية. بحيث أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ظل يؤخر اللقاء المتوقع بعد قمة فيلنيوس مع نظيره التركي إلى أن انعقد أخيراً في مطلع سبتمبر/ أيلول الجاري.
موقف أردوغان اعتبر ذروة في التصعيد مع الاتحاد الأوروبي. وكان التفاؤل بعد قمة فيلنيوس قد طغى على الإعلام التركي الموالي لأردوغان على الأقل عندما أشاع مناخاً عالي السقف في إمكانية مقايضة موافقة تركيا على انضمام السويد وفنلندا ولاحقاً أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي مقابل دعم الحلف لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. وربما كان هذا الانطباع لدى أنقرة خاطئاً وخادعاً نظراً لأن الأوروبيين نفوا فوراً أي صلة بذلك بين المسألتين فيما لا يمون حلف شمال الطلسي ولا يحق له التدخل في هذا النوع من العلاقات في مؤسسة أخرى.
تعود الأمور في نيويورك إلى نقطة الصفرليس في العلاقة بين تركيا والاتحاد الأوروبي فقط . بل كذلك في مسألة انضمام السويد النهائي من عدمه. وربما يدخل كل هذا في إطار لعبة عضّ الأصابع والضغوط المتبادلة.
لكن في ما نراه وهوا الاهم. من مسألة انضمام السويد والعلاقة بين تركيا والاتحاد الأوروبي . لأن قطع مسار التفاوض الممل المستمر منذ عام 1963 / أي ما يقارب الـــ 60 عاما ؟ يعني الكثير والكثير وعلى مختلف الأصعدة الداخلية والإقليمية والدولية . كما لتركيا . كذلك للاتحاد الأوروبي . وفي هذا الكلام لنا عودة إليه قريباً.