الولاية بين الاصطفاء والادعاء

الولاية بين الاصطفاء والادعاء

✍ عبدالإله عبدالقادر
عبد الله الجنيد

إن أولئك الذين يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله هم أولئك الذين نشأ في أنفسهم النفاق والحسد ، ودفعهم إلى ذلك حب الظهور والادعاء بما ليس فيهم وبما لا يملكون، وهو مرض أسهم إبليس الشيطان الرجيم في تضخيم هذا المرض في قلوب ونفوس أولئك الأخسرين أعمالا.
ولا يختلف اثنان في أن النبوة والإمامة والولاية هي اصطفاء رباني يصطفي الله العلي الأعلى من عباده من يشاء ، فالله يصطفي من الناس رسلاً ومن الملائكة، ومثل ذلك الأئمة . والمصطفون الأخيار الذين يصطفيهم الله -سبحانه وتعالى- ممن أورثهم الكتاب بقوله تعالى:[ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِـمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ] .
ثم إن باب الاصطفاء للأنبياء والرسل خُتم بسيد المرسلين وخاتم النبيين سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- واستمرت بعد ذلك الإمامة والولاية في ذريته من فاطمة الزهراء والإمام علي -سلام الله عليهما- وسيظل هذا الأمر إلى يوم الدين. ولكن ذلك الاصطفاء له شروطه التي نتمكن من خلالها التعرف على السابقين بالخيرات من أصفياء وأولياء الله الصالحين ، ولذلك لم تكن ادعاءات مسيلمة الكذاب أو الأسود العنسي للنبوة إلا من قبيل الحسد وحب الظهور ومحاربة دين الله وهدى الله ورسول الله وأنبيائه ، وسريعاً ما أركسهم الله وأذهب كيدهم وأبطل سحرهم وخسف بهم ، وكانت المذلة والمهانة والزوال السريع عاقبتهم ، فهما اللذان ادعيا ما ليس لهما ، ولكن سرعان ما سقطوا وسرعان ما داستهم أقدام المؤمنين ؛ لأنهم ليسوا من أولئك الذين تتوفر فيهم شروط الولاية والإمامة. ولعل هناك من يقوم بادعاء الولاية ويسوّق لنفسه مصطلح المولى أو الإمام أو غير ذلك ، وهو بعيد عن ذلك كل البعد ولا يرتقي إلى ذلك ، فالولاية لها شروطها المعلومة والمعروفة عند علماء الأمة ، وكثيراً من المؤمنين قد ألجموا أي مدعٍ لهذا الادعاء .
كان الله -سبحانه وتعالى- قد فصّل في آياته المحكمات من هم المؤمنون أولياء الله الذين يجب أن ندين لهم بالولاء والطاعة والامتثال والتسليم، فقال سبحانه وتعالى:[ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ] ، ثم أتبعها بالآية: [ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ] .
وبالتالي فيكون الله -سبحانه وتعالى- قد قرن الولاية بالغلبة ، أي أن ولي الله ومولانا الذي يجب أن يكون مولى كل مؤمن ومؤمنة من بعد رسول الله والإمام علي وأولياء الله الصادقين عبر الأزمنة التي مرت هو ذلك الذي يقيم الجهاد في سبيل الله ، ويتقدم أبناء الأمة في القتال والمواجهة دون أن يكون محتجباً ولا مغلقاً على نفسه الأبواب ، ثم يدعي أنه المولى أو أهل للولاية والولاء ، ويأمر الناس بالباطل وأن يوالوه دون خوف من الله ، ودون أن يحسب حساب ليوم القيامة يوم الجمع المعلوم الذي سيفضحه الله فيه أمام الناس أجمعين بأنه مدعٍ بأمر الولاية ، وإنما أراد بذلك إعلان الحرب على الله ورسوله وأوليائه دون أن يستشعر هذا الأمر أو أن يحسب له حساباً ، وما كان كل ذلك إلا نتيجة الجهل وحب الظهور والأنانية واتّباع الهوى ، فأضاع بذلك عمره ودينه وعبادته وصلاته وصيامه وعلمه الذي استغله واستخدمه في محاربة الله ورسوله وأوليائه .
ويا حسرة على العباد ،
مالهم لا يبحثون عن الحق ويسلمون له ويدينون الله بدينه الحق ، حتى يضمنوا لأنفسهم الفوز والنجاة في الدنيا والآخرة.
إن معنى الولاء والموالاة وأن نطلق على أحد بالمولى ليس بالأمر الهين ، وإنما له تبعات وله ماله من الأعمال التي تقترن ويلزم بها من الله -سبحانه وتعالى- هذا المولى ليكون ظاهراً في الأمة معلوماً عند كل إنسان حتى لا يلتبس عليه الأمر ؛ لأن الإنسان سيقف بين يدي الله مسؤولاً عن ولائه وتسليمه لأولياء الله ونصرته لهم ، فمولانا هو ذلك الذي أقام الجهاد في سبيل الله وواجه طغاة الأرض وكسر شوكتهم وأركسهم متوكلاً على الله معتصماً به لا يخاف في الله لومة لائم ، وأعاد مسار دين الله إلى مساره الحق وثار على المذهبية والطائفية والمناطقية ؛ ليرتفع بالأمة إلى سقف القرآن وعالميته ؛ ليتمكن من مخاطبة أهل الأرض والمستضعفين في الأرض من المسلمين وغيرهم ، وينتصر لكل مظلوم في هذه الأرض ؛ لأنه يرى أن ذلك مسؤوليته الملقاة على عاتقه التي سنامها هداية الناس إلى صراط الله المستقيم ، فلا يكون إلا رحمة للناس ، فهو في حقيقة الأمر قائم مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فمن ذلك القائم بالحق الذي رفع راية الجهاد وأعاد معالم الدين وسار بالناس بالقرآن ورفع الناس إلى مسار القرآن ، وأعاد لهم هويتهم ودينهم ومجدهم وسؤددهم وقارع طغاة الأرض والظالمين دون خوف أو وجل متوكلاً على الله معتصماً بحبله واثقاً به وبنصره وتأييده وتمكينه ، وهو منصور بالله لا محالة يسير بالناس بالحق لا يحيد ولا يميد ؟
إنه سيدنا المولى عبدالملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله ، فهو مولانا الذي ندين الله بالولاء له ، ونتبرأ من أعداء الله وأدعياء الولاية الذين لا يحركون ساكناً أمام الظلم والطغيان الذي يجري على المستضعفين في الأرض ، ولا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر ، وعلينا واجب معرفة أوليائنا وقادتنا والقادة الربانيين الذين نسلم لهم أمرنا ونحن على ثقه بأنهم لن يسيروا بنا إلا في طريق الهداية والمجد والنصر والسؤدد. وما الله بغافل عما يفعل الظالمون.

والحمد لله رب العالمين.

الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
أصدر مستشفى: تحذيرًا عاجلًا للآباء والأمهات بضرورة متابعة أطفالهم الذين يعانون من مشاكل في النمو. أعلن المدير العام للشركة العامة لموانئ العراق انتهاء أعمال البنى التحتية الخاصة بالقطع العشرة للنفق، الجمارك الإيرانية خلال تقرير لها أن الإمارات كانت أكبر مصدر للبضائع لإيران خلال الأشهر الخمسة الماضي... استهدفت عشرات الغارات الجوية الإسرائيلية صباح الاثنين مناطق عدة في جنوب لبنان وفي شرقه، اليوم الدوري الإيطالي والإسباني.. المواعيد والقنوات الناقلة الصين رعاياها على مغادرة إسرائيل "في أسرع وقت ممكن"، القبض على عدد من المتهمين، بينهم متهم يحمل شرائح اتصال وآخر جهاز خاص بسحب الرواتب غير مخولين بحملها استهداف الضاحية !! ماقبلها .. ليس كما بعدها (‌ الحلقة - 2 )!! بالوثيقة: الادعاء العام يتسلم معلومات: شركة "تخدم إسرائيل" تعمل مع الجيش داخل العراق  رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني يستقبل في نيويورك المديرة التنفيذية لليونيسيف