العيون الساهرة وخط الدفاع الأول للوطن 

العيون الساهرة وخط الدفاع الأول للوطن 

شهاب الرميمة

في ظل الأحداث الدائرة في المنطقة العربية منذ سنين خلت وإلى يومنا هذا وأبعادها الاستراتيجية كانت الجمهورية اليمنية الوجهة الأهم والأبرز ومحط اهتمام بالدرجة الأولى لتحالف الشر بقيادة أمريكا ومن خلفها الموساد الإسرائيلي

كون اليمن تمثل الدرع الحصين والسياج المنيع والظهر الذي يستند
عليه أبناء المنطقة العربية والأمل المتبقي لتلك الشعوب
لعدة اعتبارات يحظى بها الشعب اليمني عن غيره من شعوب المنطقة كونه الشعب الأصيل بعروبته بنفس المبادئ والقيم والصفات التي عرف بها العرب عن غيرهم من الأمم على مر الحضارات في تلك الحقب وحتى اللحظة

إلى جانب التمسك بالتعاليم الإسلامية التي بعث ليتممها الرسول الأعظم” محمد صلوات الله عليه وآله ” ” مكارم الأخلاق “والتي تحفظ للإنسان كرامته وتماسك مجتمعه وتعزز ثباته وتحصن هويته أمام المؤامرات تحالف الشر الذي يسعى لإحداث فجوة وشرخ كبير في القيم والمبادئ الإيمانية

ومن اليوم الأول للعدوان السعودي الأمريكي اعتمد العدو استراتيجيات تعزز مهمتهم العسكرية على عدة محاور أهمها ضرب الجبهة الداخلية واعتمدت على عدة مسارات أهمها:
– الدعوة إلى الانفتاح نحو الغرب كأحد عوامل التطور والتنوع الثقافي والتقدم الحضاري
وتعزيز هذه الخطوات ب” إدخال المنتجات والوسائل المتنوعة “في هذا المجال والتسويق لها كوسائل ثقافية وعلمية تواكب العصر وتخطو صوب الحداثة حد زعمهم تحت مسمى” الموضات “والتقليد الأعمى وما هي إلا مواكبة للتفسخ والانحطاط والفساد الأخلاقي والتنكر للعروبة وسقوط للهوية الإيمانية” إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا “

– على المستوى الأمني كان التوجه للعمل على استهداف الأمن القومي والوطني وزعزعة الاستقرار من خلال السعي لتوفير” كل المواد الخاصة بذلك وإخفائها بصور متعددة “لإيصالها إلى الخلايا والعناصر والتنظيمات الإرهابية لتكون خنجر مسموم في ظهر الوطن

– في الجانب الاقتصادي وما يخص متطلبات الحياة الإنسانية الغذائية والصحية كان التوجه لفرض الحصار بكل أشكاله ومنع وصول الاحتياجات الضرورية والعمل على استهداف الناتج المحلي والزراعي بما يهلك الحرث والنسل من مبيدات وسموم محرمة بالإضافة إلى إغراق السوق بالغذاء والدواء الفاسد وإدخالها بصورة غير شرعية وطرق غير سليمة تجعل منه سما قاتلا ووسيلة إلى المزيد من انتشار الأمراض والأوبئة للدخول في كارثة إنسانية صعبة وحرجة للغاية

كما ركز بدرجة كبيرة” لإدخال الممنوعات “المخدرات والحشيش” بكل أنواعها والتي تعتبر سبب رئيسي في التفكك المجتمعي والأسري ودافع للانحراف والضياع والفساد الأخلاقي وانتشار الرذيلة وتوسع رقعة الجرائم وهي بمثابة القنبلة الموقوتة

واستشعارا بخطورة المرحلة ومن باب المسؤولية الإيمانية أمام الله وما فرضه- عز وجل- على الأمة في مواجهة مكايد الأعداء كواجب ديني على كافة الأصعدة بشكل منظم كالبنيان المرصوص كل في مجاله وتخصصه لمواجهة مخططات العدو الخبيثة

أسند شرف القيام بهذه المسؤولية إلى رجال شكلوا خط الدفاع الأول والدرع الحصين واليد التي تذود عن الحمى والعيون الساهرة للوطن عن “رجال الجمارك اليمنية” أتحدث والذين حملوا أرواحهم على أكفهم وقاموا بواجبهم على أكمل وجه بمزيد من الإيمان والصبر
“فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين”
دون كلل أو ملل يصلون الليل بالنهار وتحت كل الظروف الصعبة المحفوفة بالمخاطر بروح “إيمانية ونفوس راضية لله” وفي سبيل الله مقدمين خيرة رجالهم شهداء روت دمائهم الطاهرة هذه الأرض فأثمرت وحققت الإنجازات وفشلت رهانات تحالف الشر وحطمت آماله وتلاشت مشاريعه وتبخرت أطماعه
وكانت الصدمة وقعها أكبر وشكلت صفعة قوية في جبين العدو والذي بكل حقد ومكر عمد إلى أدواته للتحرك بكل الوسائل الممكنة بمختلف الأساليب في مواجهة هذه الجبهة المهمة والتقليل من دورها وتشويه صورتها بعناوين مغايرة في أذهان العامة وإيجاد حالة من السخط داخل الأوساط المجتمعية
قال تعالى: ﴿لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا ۚ وإن تصبروا وتتقوا فإن ذٰلك من عزم الأمور﴾

هذه هي الحقيقة التي غيبت عن الواقع ولا يعرفها الأغلبية ولم يقدرها الكثير ولم يدركوا ثمرتها للوطن وما حققته من نتائج لأبنائها من تحصينا لمبادئه وهويته وإيمانه كما حفظت للمواطن سلامته وتفانت في بذل الجهود وحالت دون السقوط في مستنقع كل ممنوع ومحظور وضار

نتاج ذلك تقلدوا وسام الشرف المتمثلة في أهم إحدى ركائز مشروع الشهيد الصماد لبناء الدولة اليمنية الحديثة حين قال
“يدا تحمي ويدا تبني” فكان “رجال الجمارك” اليد الحامية
وما زالوا وسيستمر و بنفس المعنويات
وبتضافر الجهود يدا بيد مع إخوانهم في الجهات الأمنية بتشكيلاتها المختلفة والتي تسند مهامهم وعملهم بمزيد من اليقظة والحس الأمني في ظل المرحلة الحساسة والحرجة أكثر انتباها وأحسن أداء وأفضل فاعلية بروحية إيمانية وإخلاص صادق مع تأييد الله وتمكينه ورعايته وتسديده وتوفيقه لهم في كل الظروف والمحن والذي سيكون معهم إلى جانبهم من صلاح لأعمالهم وما يترتب عليه من أثر إيجابي في الواقع العملي والمعيشي كما وعد سبحانه
“إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا”

ولهذا لزم على الجهات المعنية ذات المسؤولية كما عهدناها ونعهدها تجاه منتسبيها الأوفياء “مبادلتهم الوفاء بالوفاء” بالمزيد
من الرعاية وبذل الجهد لتوفير كل احتياجاتهم وتحسين وضعهم على كافة المستويات وتذليل كل الصعوبات أمامهم وتعزيز كل سبل الحماية بما يتناسب ويسند ويسهل مهامهم العملية ومسؤوليتهم الوطنية

بالاضافة الى ان تجعل في سلم اولوياتها إلاهتمام في رفع مستوى القدرات والمهارات العلمية لكتساب الخبرات العملية بمايتواكب مع الحداثة والتقدم التكنلوجي المتطور من خلال تكثيف الدورات التدريبية والتأهيلة ذات الاختصاص و التي تساهم في تحسين وتطوير الأداء الجمركي المثالي في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
أصدر مستشفى: تحذيرًا عاجلًا للآباء والأمهات بضرورة متابعة أطفالهم الذين يعانون من مشاكل في النمو. أعلن المدير العام للشركة العامة لموانئ العراق انتهاء أعمال البنى التحتية الخاصة بالقطع العشرة للنفق، الجمارك الإيرانية خلال تقرير لها أن الإمارات كانت أكبر مصدر للبضائع لإيران خلال الأشهر الخمسة الماضي... استهدفت عشرات الغارات الجوية الإسرائيلية صباح الاثنين مناطق عدة في جنوب لبنان وفي شرقه، اليوم الدوري الإيطالي والإسباني.. المواعيد والقنوات الناقلة الصين رعاياها على مغادرة إسرائيل "في أسرع وقت ممكن"، القبض على عدد من المتهمين، بينهم متهم يحمل شرائح اتصال وآخر جهاز خاص بسحب الرواتب غير مخولين بحملها استهداف الضاحية !! ماقبلها .. ليس كما بعدها (‌ الحلقة - 2 )!! بالوثيقة: الادعاء العام يتسلم معلومات: شركة "تخدم إسرائيل" تعمل مع الجيش داخل العراق  رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني يستقبل في نيويورك المديرة التنفيذية لليونيسيف