السلاح . . العربي المؤثر . . في هذه المواجهة !!
١ / ١١ / ٢٠٢٣
فارس الطالب ✍️
لا أقول أن الرد على عدوانهم الوحشي على غزة هو بالدخول معهم في حرب . فهو خيار مرفوض .
ولا نعتقد أنه الخيار الأصوب أو الأنسب لأنهاء الموقف الحالي بصورة مقبولة ومحتملة . وأنما قد تكون مثل هذه الحرب البداية نحو تفجير المنطقة برمتها والدفع بها إلى جحيم أفظع بكثير من هذا الذي نعيشه مع حرب إسرائيل على غزة الأن . . كما أن إسرائيل لن تخوض الحرب وحدها وأنما ستخوضها والقوة العسكرية لحليفها الأمريكي ستكون حاضرة معها ومشاركة مباشرة فيها وهي قوة هائلة لا ينبغي أسقاطها من الحساب وألا كنا كمن يرد على الحماقة الإسرائيلية بحماقة عربية أكبر منها… وهو أمر يرفضه أي منطق أو تفكير سياسي رشيد ومسؤول ويعرف إلى أين يمكن أن تاخذه مثل هذه القرارات العنيفة وراءها . .
ولكن ! ما أراه مؤثرا كأسلحة عربية مؤثرة في هذه المواجهة هو أن تخرج دول النفط الخليجية وعلى رأسها السعودية . لتستخدام أوراق الضغط الخطيرة التي بحوزتها لتلوح بها في وجه من يملكون القدرة على أيقاف هذه الحرب في الحال ولتهددهم بها أذا لم يقوموا بدورهم المطلوب منهم . . وأعني بهذه الأوراق الخليجية والسعودية أساسا هي تهديدهم بأنهم أذا لم يتحركوا لمنع تفاقم هذا الصراع المسلح والحيلولة دون تحوله الى حرب أقليمية واسعة فسوف توقف صادراتها النفطية أليهم وتمنعها عنهم ولتجعل العالم كله يعيش بسببهم أزمة طاقة مدمرة قد تعصف بإقتصاداتهم وصناعاتهم وبحياة شعوبهم وبصورة لم يعرفوها منذ السبعينبات من القرن الماضي . .
وقد تنضم روسيا الى السعودية ودول الخليج النفطية في هذا التهديد وليصبح العالم مهددا بكارثة نفطية وبازمات طاقة وبأنهيارات إقتصادية قد تغير المشهد الدولي الحالي برمته ولتجبر العالم على أعادة ترتيبه لأولوياته من جديد . .
وذلك لما أوصلتنا بربرية الحكومة العنصرية الأرهابية في تل أبيب والتي تدير حربها المجنونة على غزة بشراسة عدوانية وهمجية منقطعة النظير الى حالة من الغليان والغضب الذي يمكن ان ينفجر كالبركان ليطيح بكل ما سوف يجده في طريقه حالة من التحدي والأستفزاز لم يعد يجدي في الرد عليها التخاذل أو التحدث أليهم وإلى داعميهم بلغة المناشدات التي لا تجد لها أذانا صاغية عندهم . . فهذه ليست اللغة التي يحترمونها وتؤثر فيهم . .
هذا هو أقوى الأسلحة العربية الضاغطة المتاحة الآن . . وهو سلاح موجع ومؤلم إلى أبعد الحدود . . ومرة أخرى فأن كل ما نفعله الرن هو حرث في الماء ولا جدوى منه ولا تأثير له . .
لا بد من أستخدام لغة التهديد القاطع والصريح ليس بالقوة العسكرية وأنما بلغة المصالح الإقتصادية ألتي من شأنها أن توقف لهم حالهم وتربك لهم حياتهم وتزيد من فداحة أعبائها وتكاليفها وضغوطها عليهم شعوبا وحكومات وسوف تتغير الصورة وقتها على نحو ما أتوقعه لها . .
ولن تصبح إسرائيل هي شاغلهم وأنما وقف النزيف الإقتصادي الغزير المحتمل هو الأولوية والهدف . .
ولي كلمة هنا أوجهها الى دول الخليج النفطية وهي . . نرجوكم تحركوا وتخلوا عن سلبيتكم أو عن مواقفكم المحايدة في هذه الحرب ما دام بأمكانكم أن تفعلوا شيئا يحسب لكم وحتى لا يصبح ذنب كل هذه الدماء العربية البريئة في رقبتكم إن تخاذلتم ولم تتحركوا الأن . . هذه لحظة تحدي وأختبار . وعلى الجميع أن يرتفعوا إلى مستواها حتى لا يحاسبهم التأريخ عليها بما لا يشرفهم أو بما لا نرتضيه لهم . .
هذا وعلى الله قصد السبيل . .
