الأنتفاخيةُ تصنّعُ زائِف
بقلم / مانع الزاملي
الانتفاخية هو ان يرى البعض حجمه اكبر من الطبيعي ، بسبب مايرى من حوله يقدرونه ويذكرون له من صفات ليس به ولايتمتع بها، لكن البعض يغدقها عليه ، اما بدافع التملق والنفاق الاجتماعي ، اوسعيا للحصول على مكانة يمكن ان يعطها المنفوخ ،لذلك لا تعطى قيمة لمن لا قيمة له … قيمة الإنسان تحددها أفعاله وسلوكه وتصرفاته فاعطى كل ذى حق حقه … ولا تعطى لأحد قيمة أكبر من قيمته حتى لا تعانى ويصبح العطاء فى هذه الحالة نوع من أنواع الجهل!
“نحن من يصنع غرور الآخرين،،،،، لأننا نعطي قيمة لمن لا قيمة له “، ومثل هذه الحالات والامراض يصاب بها البعض ، فيظن انه الاثقف والاعلم والاكثر وعيا واكثر حرصا ، مما يدفع ان يصدق هذا الوهم لكي يصبح كبيرا لكن منفوخا بالهواء فلا شحم ولالحم وانما هواء سرعان مايتسرب لاصغر ثقب يحصل له ويعودعلى حقيقته ضحلا صغيرا ، ونحن مع الأسف كنا ولانزال وسنبقى ضحايا منتفخين يمسكون في دفة الامور بفعل ما يحصلون عليه من ضجيج البسطاءوربما غير البسطاءتحت ذريعة ( حشر مع الناس ) وقناعتي ان كلمة عيد لاتصح هنا رغم هي من الموروث فأي عيد ينتج عن صخب كثير لأمر يفتقد للوعي وللعلم ، ويقيني ان المنتفخين يعلمون في قرارة انفسهم ليسوا بهذا الحجم ،لكنهم بمرور الوقت ، يكاد يصدق انه البطل واستطيع ان اشبهه ببطل الفلم ، لانه يتقمص دور الكبار او الامراء او العظماء وليس هو كذلك، والذي دعاني لهذا الطرح في هذا التوقيت هو ما اراه وما اسمعه من كثيرين يتصرفون ويتحدثون ويقررون بطريقة هي للانتفاخية اقرب من الاعتدال والتواضع، والتعويل على الطبقة المثقفة والنخب الواعية للتصدي لمثل هكذا طحالب هو النهج المنطقي والعقلي لنتجنب الهزات المرتدة من جراء سلوك انتفاخيىين ،ولك عزيزي القاريء ان تتصفح الامور والوقائع لترى بقلبك حقيقة ما اقول ، فكم من وضيع مغمور يتسلق قمم المجد والقرار والحضوة دون وجه حق لكن لبراعته في صناعة الزيف والظهور المتكرر وكأنه هو الملهم والضرورة كما مر بنا في شخص جرذ العوجة ، وما تبين لنا انه مجرد منفوخ تافه فضحته الايام ، وما قال الناس لأحد منفوخ طوبى له الا وخبأت له الايام يوم سوء ،وهذه القاعدة لاتختلف ولاتنخلف كما يقول المناطقة ، فالاسباب المتكرره من ذات السنخ تنتج ذات النتيجة التي حصلت مرارا في دنيانا .
