يوسفيات 21

يوسفيات 21

 

بقلم : واثق الجلبي

 

ما زلتُ أحسبُ أنني عَدمُ أطويهِ رُغمَ جراحهِ القلمُ

ذا حبرهُ غطى لواحظهُ أشعارهُ وفؤاده الهرمُ

مُستعبرٌ أرخى جدائلهُ حتى استوى وشعارهُ السقمُ

في قولهم يا نوحُ حيّرني ما أجفلتك صياحها البُوَمُ

كالسهمِ مرّ بعاصفٍ لزجٍ حتى اعتراهُ الحزنُ والبرمُ

ما جفّ ماءُ سفينةٍ غرقتْ وتلاطمتْ طودا لهُ ضُرمُ

وتلاقفتْ غُصصي بأجمعها وتبددتْ في حملها النُجمُ

كالغيم في غيبٍ يُحركني مطرا وأنسى أنهُ الألمُ

لم يثلموا قلبي وما قدروا أن يملكوا قلبا وقد ثلموا

إذ أبهجتك الريحُ مُمتطيا غيما فذاك الخُسرُ والعدمُ

ليّ أسوةٌ في النور مُقتديا مهما استبدتْ حوليّ الظلمُ

ما عشتُ إلا ساعة هطلتْ لفراقها أرجو وأعتزمُ

أمضي على استعبار اسئلتي يا ليتها هدأتْ فأنفطمُ

ذا وجهُهم كرمادِ أفنيةٍ بقيتْ لهم وحصادهم عدمُ

أثريتُ من حُزني كتائبهم لكنهم في عصفها ارتطموا

وتراكضتْ كالريحِ أرجلهم من هولها فروا وقد هُزموا

رباهُ يا صندوق اسئلتي ما ضرني وجعٌ ولا ألمُ

لا وجه إنسيّ يماثلني لا قلب أنثى هزهُ الضرمُ

كمشاكسٍ أمحو مفاتنها ما هزني نهدٌ ولا نَغمُ

وبقيتُ وحدي نابضا كلمِاً ماءً تُغطي وجههُ السُدمُ

ما قيمة الانسان يفقدها في لحظةٍ وتراثهُ الندمُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار