( مطر أسود )

 

حسين العيساوي 

يخبىء حروفه
في جيوب الليل
يبللها مطر أسود
يودعها بين جناحي غيمة
مهاجرة ،،
من يحمله جمرا مستعرا ؟؟
من ينثره ملحا
في عيون الليل ؟؟
من يعيد له خارطته ؟؟
يرسمه وجعا
مسافرا ،،،
في مدن التيه
عيناها مئذنة تعلن موته
في ليل أخرس

على تخوم كفيها
يصلب ،،،
كالمسيح ،،
يعلق جسده
على جذع نخلة
خاوية ،،
فيغدو نهبا للريح
وللغربان ،،
دعي النجوم تجهش
بالبكاء ،،،
على عاشق ينسج حزنه
على وجه المرايا
دعيه يلملم اشلاءه
ورماد حروفه
التي خنقتها أصابعك
المتمردة ،،
سيحمل وجعه
قصيدة ،،
يزرعها جمرا في كفيك
سيشرب كأسه الأخير
ويختبأ بين أحزانه
كمحارب عاد منكسرا
سيغسل وجهه ببقايا
دمع ساخن ،،
وبعض رذاذ
سيرحل إلى سماء أخرى
وحزن آخر
وستبقى قصائده
وجعا يؤرقك
يحاصرك حين يأتي
الليل ،،
ستشتاقين إلى قبلاته
إلى رائحة صوته المثقل
بالأنين ،،
ستفتشين عن وجه شاحب
أرقه الانتظار
بين محطات السفر
الحزينة ،،
عن وتر كان يطرق
نوافذ ليلك
كلما أشتاق إلى القمر
ولكن لن تجدي شيئا
سوى الصدى
وقصائد قد أحترقت
بثقاب كحلك المرصع
باللهب ،،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار