مثل ريشة ..

 

 

 

مثل ريشة

 

سعاد الجزائري

 

 

تتماهى العواطف مع بعضها وتصل الى الحد الذي لا تعرف فيه هل أنت محب أم عاشق أم تتأرجح على خيط هلامي بينهما وبين اللاشيء.

أعرف أنك تختفي خلف ستائر الظلمة، وتحكي أسرارك عني في أذن النسمات، أوترميها على سطح المياه مثل زوارق صغيرة تشبه شموس ألاوراق الخريفية…

وأعرف أنك تراقبني بعيون شوق وحشي، لكن المسافة بيننا تزداد بعدا كلما أقتربت مني، لأني الحائرة بين أن أكون في الظلمة او تحت نور مفتعل سينطفىء في أية لحظة، بين أن أشتعل أو أبقى كجمرة تخبو رويدا رويدا ثم تندم.

أعرف أن الكلمات المغلفة بسريتها، فائقة بأباحيتها، واضحة، جارحة بحوافها الحادة، ومشعة كبريق ماخور، لكنها ملوية العنق مستورة بعلنيتها، وعارية عند الأنزواء.

يمتلك الحب وجهه البريء والمضيء، لكن باطنه فاجر ومتشابك الأهواء، هادىء كمياه ساكنة، صاخب كعصف ريح مجنونة، صلد مثل الصخر وهش كالرماد، ويتشظي بسهولة عند الشعور بالخطيئة.

الأقتراب يربك قدسية المشاعرنا، فكن بعيدا عني، لأني سأراك ممشوقا متكاملا، ترتدي هيبتك بوقار من يسير بمأتم، تعلو بقامتك لتلامس عالم الملائكة، قبل ان ترتديك الشياطين.

هل سبق لك أن عرفت مثلي، أن الحب كالماء العذب في الأواني المستطرقة، يختل فيه منسوب النقاء والوفاء عند بؤرة ثقب الخطيئة.
فالحب سمو في الاخلاق وعند حوافه يبدأ الكره بالسقوط.

اسير وحيدة، يلاحقني ظلك، ليعيدني اليك، وربما لأكون ظلك الثاني أو لألتصق بك…
انا الضائعة بينك وبين الظل..

وحشة أنا بدونك؛ مثل ليل تاه نهاره، مثل بحر بلا شواطىء تتعرى وتسترخي عليها المياه،
مثل ضوء بلا نور، او دهشة بدون حدث.
أنا حيرة لا مستقر لها، مثل ريشة تطير بها الاهواء مثلما تريد وحيثما تشاء.

——————-

* العمل للفنان جلال علوان..فومونتاج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار