الصبح الممزق

 

سلام كامل

صبح الصباح وجلجلت اقدارُ
ضرب الاسنةِ صوتها غدّارُ
خطب الحسين مجلجلا ما قاله
فلعلَ جمعَ حشودها احرارُ
قد انكرت هذي الحشود من الندى
اذ لايكون لمثلها انكارُ
أمّا الذين توعّظوا ما اوعظهْ
وتحوّلت نحو الحسين ابرارُ
الحرُّ يختار الحسين كأنّهُ
هذا الختام لدينه مختارُ
والفضل يُبدي للحسين فضيلة ً
كالحرِّ تُرفعُ هدْيَهُ الاقمارُ
فاهجر غريزتك المميتةَ هاجرا
كفرا وأنت خيارك الاطهارُ
وكأنَّ أبناء الذين هم الهدى
كالمسك تنشرُ عطره الافهارُ
ولله يحمد كلّما بان الهدى
بالمعطرات يُهزَّم الكفّارُ
لاخير في الدنيا لهاوي ظلمةٍ
كفرا ولكنَ الضلالَ بتّارُ
والكفرُ عارٌ لا يلازمُ مؤمنا
نموت ويبقى الواجد الجبار ُ
إذْ كانت الزهراءسفرا خالدا
ما زال يعبقُ زهرها اعطارُ
قد أعبقتْ هذي الشبابَ من الهدى
فلذلك تُعبقُ فيهم الانهارُ
أمضى أبوها وهو مرسلٌ ناذرٌ
للنور خيط بشارةٍ يختارُ
هذي سجايا ألِ أحمدَ أنهم
لظلام كلّ ظلامةٍ انوارُ
صدق الذي سمّى الحسين بنوره
كتبا تسرُّ بنشرها الابصارُ
وهي الكواكب سرمدٌ ومناهلٌ
وسوابحٌ وبشائرٍ ثوّارُ
ياربِّ! صيحةُ ذي الضلال ظلام
وحسابُ اصحابُ الضلالِ اصقارُ
والله ُ ليس بتاركٍ من ظالمٍ
ما نال شمرٌ وعده امتارُ
يهذي فلا يُحوي الامان إذا هذى
قولا وأسْمَعَ ذلك الأحجار ُ
لا تأسفَنَّ لظالمٍ، ما ظالمٌ
يُقضى لهُ في ظلمه اعذارُ
أمسى يذمُّ الثائرين مخندقًا
فجنى الرذيلةَ في الذي يختارُ
هذا الحسينُ بركبه اقمارُ
وكذا الاحبةُ ركبها الابرارُ
إلزم حسينَ، من السقام معافيا
قبسٌ لكلِّ سجيّة ٍ زوّارُ
هذي حروف الحقِّ سفرٌ كاملٌ
منها يُعلَّمُ للأنام اسرارُ
كيف الختامُ وغرّة الاسلام
صرعى حوتها اوديّة مدرارُ
وكأنما الصبح الحزين ممزّقٌ
وكذا النهارُ بليله منهارُ
والارضُ تبكي للحسين حزينةٌ
وتمزّقتْ بعد الحسين انهارُ
ليل بلا نجمٍ أطلَّ بسهده
ويكون اوّل ومضه انفارُ
يا طالبا ثأر الحسين بثورة
اعطتك للثوّار احرار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار